عبدالمحسن العثمان الرئيس التنفيذي لمجموعة العثمان وأحد المهتمين بالدراسات الاقتصادية ذات العلاقة بالصناعة الصادرة من داخل المملكة أو عن طريق مؤسسات الأبحاث التسويقية والعالمية. لا يخفي على المهتمين بصناعة الألبان في المملكة مدى الأهمية التي تلقاها البحوث والتقارير الصادرة عن البنوك العاملة في المملكة. أحدث هذه التقارير الصادر عن دائرة الاقتصاد بالبنك الأهلي حول صناعة اللبان في المملكة والمدعم بإحصاءات وأرقام حول الإنتاج الفعلي لمصانع الألبان في المملكة وتحدث التقرير عن مستقبل الصناعة الهامة وضرورة زيادة السعة الإنتاجية لها لمواجهة الطلب المتزايد الذي يتطلب رفع الإنتاج كما أشار التقرير نفسه إلى أن إنكار إضافة السعة الإنتاجية في المستقبل سوف يكلف المملكة خسائر تصل إلى 2.2 مليار ريال من أرباح تحويل خارجي سنويا اعتبارا للتصدير المفقود. وأوضح التقرير أيضا أن امتداد سعة المصانع المحلية سوف يزيد بدائل الاستيراد لمنتجات مثيلة ويساعد في تحسين ميزان الدفع. ولأن التقرير هام فيما أورده من احصاءات ورسمه لمستقبل صناعة هامة وحيوية بالمملكة كان ل (اليوم) لقاء مع أحد هؤلاء القائمين على تلك الصناعة عبدالمحسن العثمان الرئيس التنفيذي لمجموعة العثمان. وحول استقرار وتوفر الصناعات المساندة لصناعة الالبان والعصائر كصناعة البلاستيك وغيرها. قال: ليس هناك أي علاقة فشركات المجموعة تعمل بشكل منفصل وبإدارات منفصلة ومستقلة ويتم محاسبة (ندى) مثلها مثل اي عميل آخر يتعامل مع هذه الشركات وقد تكون الميزة في مسألة الجودة والالتزام بالتوريد بشكل جيد وبصورة منتظمة في المواعيد المحددة. اما استمرار شركة (ندى) كشركة مستقرة في مجال صناعة وإنتاج الألبان والعصائر فمبعثه المكانة الجيدة التي احتلتها (ندى) بالأسواق المحلية والخارجية فأصبح تواجدنا ملموسا في دول كثيرة مجاورة، وأصبحت مسائل التصدير وفتح أسواق جديدة لمنتوجاتنا شاغلنا الشاغل في الوقت الراهن. @ يقال أن صناعة الألبان والعصائر في المملكة منخفضة التقنية نسبيا ما رأيكم في ظل التوسعات الجديدة بمصانعكم؟ * لا يمكن القول بأن صناعة الألبان منخفضة التقنية كما لا يمكن القول أيضا بأنها عالية، فهناك بعض الأقسام بالشركة تستخدم أفضل وأحدث الأساليب التقنية، وهناك اقسام أخرى قد تبدو عادية وقد طبقنا أساليب متطورة في مجال جهاز البيع والتوزيع كذلك أجهزة المحالب عالية التقنية والتي تعطى تاريخ الانتاج الخاصة بالبقر وحجم إنتاجه وحالته الصحية وما إلى ذلك من معلومات عن طريق جهاز موضوع حول عنق (البقرة) ولا يمكن اعتبار هذا تقنية بسيطة، فهي تقنية حديثة موجودة ببعض مصانع الالبان بالمملكة. وأضاف أن تقرير الدائرة الاقتصادية والصادر عن البنك الأهلي الى الطاقة الأنتاجية كمعيار أساسي، لكن الحقيقة هي ضرورة التفريق بين الطاقة الانتاجية المرخص لها وبين الطاقة الأنتاجية الفعلية والتي تنتجها المصانع، وعليه فإن أي دراسة يجب أن تستند إلى البحوث الميدانية والتي من خلالها يمكن التعرف على حجم الانتاج الفعلى لتلك المصانع، وعدم الاعتماد على المصادر الرسمية فقط لوضع تصور اقتصادي عن السوق الفعلي فهناك مما لاشك فرق بين الطاقة الانتاجية المرخص لها وبين الطاقة الحقيقية لتلك المصانع لذا فمن غير المعقول وضع تصور عن احتياجات السوق بدون الحصول على معلومات أكيدة وفعلية لحجمه. أما مسألة زيادة السعة الانتاجية فهناك حاجة لها في ظل الانفتاح نحو أسواق جديدة خارج المملكة لكن هذه السعة عليها أن تتوافق مع أبحاث السوق لمعرفة مدى احتياجه من هذه السعة، حتى لا تضر هذه التوسعات بمستقبل الصناعة. @ ما الاجراءات المصاحبة لعملية زيادة السعة الانتاجية بمصانع الالبان والعصائر؟ * الشركات على علم بالطلب المتزايد على الألبان وهناك مئات الملايين تضخ سنويا لتحديث هذه الصناعة وأغلب الشركات والمصانع الكبرى لديها خطط سنوية للتوسعات، ونحن بدورنا بشركة (ندى) كانت لنا توسعاتنا هذا العام، إلا أنه ينبغي علينا النظر إلى عملية التوسعات على أنها عملية كاملة، بمعنى أن التوسعات ليست توسعات أفقية فقط بل تمتد هذه التوسعات لتشمل المكائن وخطوط الأنتاج وكذا التقنيات المستخدمة في الصناعة. @ ما مستقبل الشركات الصغيرة في ظل التوسعات والتحديثات؟! * مستقبلها كأي صناعة اخرى فإما أن تكون مجبرة على الاندماج لمواجهة التنافس أو الاغلاق والخروج من دائرة المنافسة فصناعة الألبان تحتاج إلى استثمارات قوية وإمكانات فنية معقدة، لا تتوفر الا بالشركات الكبرى والمؤهلة. @ ما مستقبل التصدير لسوق الألبان بالدول المجاورة؟! * مستقبل تصديري واعد لسوق الالبان، ولكنه مرهون بالاستقرار في المنطقة فدولة كالعراق باعتبارها من الأسواق الصاعدة، يمكنها ان تستحوذ على نصيب كبير من الأنتاج الفعلى لمصانع الالبان والعصائر بالمملكة عن طريق التصدير. @ أيهما الأفضل استيراد علامة تجارية عالمية أم تنمية العلامات التجارية المحلية؟! * أنا مع تنمية واستثمار العلامات التجارية المحلية، فهناك أسماء كبيرة لعلامات تجارية محلية حققت نجاحات عالمية، أما أن كان الحديث عن صناعات أخرى واستثمارات أخرى غير صناعة الألبان فشراء العلامة التجارية الأجنبية أو العالمية كمثال صناعة السيارات أو غيرها افضل بكثير. @ إلى أي مدى يمكن نقص الكهرباء أن يسهم في اعاقة عملية التوسعات الصناعية؟! * الكهرباء عامل أساس في أى صناعة حديثة ونقصها بدون شك يسهم في اعاقة عملية التوسعات إلا أن الملاحظ أن جهود الدولة تتجه نحو الاستثمار في البنية التحتية ومن ضمنها الكهرباء، وإذا نفذت الخطط التي أعلن عنها، فأعتقد أن الأمر لن يكون عائقا أمام من يدمن التوسعات الصناعية ونحن بالاحساء كمؤسسات صناعية ليست لدينا مشاكل في توفير الطاقة الكهربائية والحمد لله ووضعنا افضل بكثير من مناطق أخرى تعاني إنقطاعا متكررا في الكهرباء مما يكلفها خسائر بالملايين. @ ما الأسباب الداعية لحرب الأسعار في منتجات الألبان؟! * نحن الآن على أبواب حرب أسعار جديدة خاصة مع دخول فصل الشتاء، وتأتي غالبا بسبب قلة الأستهلاك، وتكوين فائض ناتج عن زيادة الانتاج مصحوبا بقلة الأستهلاك وهناك تجارب في بعض الدول الأوروبية نجد أنه في حالة وجود فائض في الانتاج لبعض الصناعات، فتتجه هذه المصانع للتخلص من هذا الأنتاج عن طريق إعدامه، تفاديا للوقوع في حرب للأسعار وللحفاظ على أسعار السوق وعليه يجب تفعيل دور مجلس الألبان التابع للغرفة التجارية بالرياض للقيام بدور أكبر في تحديث الصناعة والحفاظ على استقرار الأسواق. @ ما مدى تأثركم كمستوردين بانخفاض قيمة الدولار أمام باقى العملات وعلى رأسها اليورو؟! * من المعروف أن الأسواق السعودية مرتبطة بأسعار صرف الدولار كعملة رئيسية في مجال الاستيراد والتصدير، وبالطبع إرتفاع اليورو أمام الدولار كلف صناعة الألبان ملايين الريالات، وأكثر المتضررين هم المستوردون فقد بلغت الزيادة أكثر من 40% على قيمة البضائع المستوردة وهي تعتبر خسائر يتحملها المصنع او المستورد. @ أين تكمن مساهماتكم فيما يخص سعودة القطاع الزراعي؟! * القطاع الزراعي من أصعب القطاعات المبتغى سعودتها في المملكة، الا أننا وبفضل الله حققنا نسبة سعودة وصلت الى مستويات قياسية وشرفنا باستلام جائزة السعودة عن القطاع الزراعي من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية، ونحن بدرونا نقف وراء قرارات واتجاهات وزارة العمل في احلال السعودة، خاصة بعد نجاح تجربتنا وسعادتنا الغامرة لقيامنا بالدور المطلوب منا، وهو واجب ومطلب أساسي علينا مساندته والقيام به. العثمان يتحدث للزميل الجوهري منتجات الالبان تغزو الاسواق