تأتي انتخابات الفلسطينيين لاختيار رئيس لهم بعد رحيل عرفات في سنة سوف تشهد انسحابا اسرائيليا من قطاع غزة وتفكيك واخلاء اربع مستوطنات في الضفة الغربية، دون تفاوض مسبق مع الفلسطينيين بحكم ان شارون لايزال مصرا على أنهم ليسوا شركاء في العملية السلمية، والاجراءات الاسرائيلية التي اعلن عنها شارون قد تكون عادية للغاية لو ان العلاقات الفلسطينية/ الاسرائيلية في أوضاع حسنة أو أنها في طريقها الى ذلك، غير ان تلك العلاقات متوترة للغاية وليس هناك مؤشر يمكن الوثوق اليه يطمئن الفلسطينيين بأن خطة شارون المسماة ب (فك الارتباط) هي جزء لايتجزأ من خطة (خريطة الطريق) القاضية بنودها بالوصول الى تسوية سلمية بين الطرفين على اساس اقامة دولتين مستقلتين تعيشان في سلام وأمان جنبا الى جنب، وما يحدث على ارض الواقع هو رفع شعارات الترشيح لمنصب الرئيس الفلسطيني القادم لاسيما ما يتعلق منها بانهاء شكل الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، وفي المقابل فان هذه الشعارات تتناقض مع توظيف شارون سياسته المتعنتة حول الابقاء على احتلاله الضفة الغربية، والتمسك بالقدس والقفز على قرارات مجلس الامن لاسيما قراره 1515 القاضي بقيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الدولة العبرية، ورغم ان تلك الشعارات الفلسطينية المرفوعة مقبولة من قبل المجتمع الدولي الا انها تقابل برفض اسرائيلي قاطع، فالعيب لا يكمن في حقيقة الامر في تلك الشعارات الفلسطينية المرفوعة، فهي شعارات صائبة وتقوم على أسس ومعايير عادلة مدعومة من قبل الشرعية الدولية المنصفة، ولكن العيب والخطأ كامنان في اسرائيل التي لاتزال متمردة على الشرعية الدولية بكل قراراتها الملزمة، وكامنان في ذات الوقت في الدعم الامريكي المطلق لاسرائيل في كل ما تتخذه وتمارسه من اجراءات تعسفية وجائرة ضد الشعب الفلسطيني، وليس ادل على هذا الدعم من الاباحة الامريكية لاسرائيل بضم الكتل الاستيطانية الكبرى المقامة عليها، وليس على القيادة الفلسطينية المرتقبة في المرحلة المقبلة الا توحيد الصفوف ونبذ اي خلاف والحفاظ على الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني والعمل على صياغة الاستراتيجية الجديدة التي يمكن معها مواجهة الاستيطان، ومواجهة آلة الحرب الاسرائيلية بالصمود والدفاع عن الأهل والوطن.