فجأة وبدون مقدمات قام جارنا العزيز الأسبوع الماضي بنصب هوائي إرسال جوال لمصلحة شركة اتحاد الاتصالات فوق سطح منزله حيث قام بتأجير الموقع للشركة بمبلغ ثمانين ألف ريال تقريبا.. حاول أخي التفاهم معه حول هذا الأمر وبيان خطورته فوضع بإحدى أذنيه طينا والأخرى عجينا فأمام الفلوس سالت (سعابيله) ولم يفكر بحق جيرانه ولا بالأضرار التي قد تنشأ بسبب الحقل أو المجال المغناطيسي الذي سيتكون ومدى تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على الإنسان في محيط بثها ولا تثريب عليه (خيرٍ جاه.. يقول ما عندي ماعون؟؟) وعلى قول أبي فراس إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر . من جهة أخرى قام أخي بالحوار مع أحد مهندسيهم حول الموضوع فذكر له أنهم مكلفون بنصب خمسمائة محطة إرسال بس في عموم الشرقية فوق أسطح منازل تم استئجارها من مالكيها( وأن بين مسافة كل برج وآخر خمسمائة متر و وزن المحطة/ البرج الواحد يبلغ ستة أطنان فقط (هل الأبنية السكنية مصممة لتحمل مثل هذا الوزن؟).. إن وجود محطات الإرسال فوق أسطح المنازل كما نقرأ في التقارير والأبحاث يمثل خطورة بالغة على قاطني المنطقة المحيطة وهناك تقارير تتحدث عن أثر الذبذبات الصادرة من هوائي الإرسال(برج) فيما يتعلق بالتسبب في انتشار السرطانات والعقم خصوصا إذا لم تراعى المعايير والقوانين العالمية بشأن التعرض للموجات اللاسلكية, والتي ترتكز على توصيات منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للحماية من الإشعاع .. والتي تضع حدا أعلى للتعرض للموجات اللاسلكية المسموح به بما يضمن درجة سلامة عالية ويمنع حدوث أي آثار سلبية على صحة الإنسان سواء فيما يتعلق بتحديد الارتفاع للأبراج أو بعد الأماكن السكنية عنها الخ... طبعا عندما لاتوجد قوانين صارمة وجهات رقابية ولا هيئات تطوعية لحماية وسلامة البيئة (كجماعات الخضر في الغرب) فيكون من اليسير على أي مستثمر لا يرغب في زيادة التكاليف أن يغامر بصحة الناس ثم نبتدئ نجتر الشكوى من انتشار الأمراض والأعباء التي ستتحملها وزارة الصحة لعلاج هذه الحالات وهي ( ما هي ناقصة خلقة) وعاجزة عن تأمين بعض الأدوية الهامة لمراجعيها .. يعني ما نأخذه من خرج شركات الاتصالات نضعه في كيس وزارة الصحة من جهتنا أخي لن يسكت وسيرفع دعاوى على الشركة لمطالبتها بإزالة هذه الأجهزة لكن الأجدى وما كان مفترضا أن يكون.. ألا تترك مثل هذه الأمور للاجتهاد دون ضبط ورقابة من قبل هيئة الاتصالات التي يجب ألا تغض الطرف عن خطورة ما نتحدث عنه من أجل الدولارات..