لاشك ان الدعوة التي اطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية للمواطنين للمشاركة في الانتخابات البلدية تعد تأكيدا من سموه باعتباره المسؤول الأول في هذه المنطقة على تطلعه ممن تنطبق عليهم شروط الانتخاب بالمسارعة في تسجيل اسمائهم تمهيدا لاختيار المرشح الافضل وذلك للتعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم من الخدمات البلدية وحرصا من لدن سموه على اشتراك ابناء المنطقة في العملية الانتخابية. ومن الطبيعي ان هذه التجربة الانتخابية التي تمر بها البلاد ستعكس آثارها ولكن الاهم ان ترسخ الوعي الانتخابي لدى الجمهور وان يكون قيامهم في التسجيل والانتخاب بما يؤدي الى مصلحة الوطن وليس لتحقيق اهداف خاصة, ومن ثم فان المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار يمكن فهمها من خلال المنطقية في الطرح والموضوعية في النقاش بعيدا عن الحدة والعصبية التي تؤدي بالامور الى الاختلاف. كما انه يتعين التفرقة بين اسلوب وتنظيم الانتخابات البلدية في المرحلة السابقة عنها في الوقت الحالي فلم يكن في البلاد هذا الكم الهائل من الخريجين في شتى التخصصات العلمية واكتسبوا الخبرة العملية التي تمكنهم من ابداء الرأي والمشاركة في إدارة المؤسسات المدنية, ومن ثم فان الاعتبارات التي كانت تؤخذ في اختيار المرشحين اختلفت واضحى المتطوعون في الخدمة العامة والقادرون على طرح مطالب واحتياجات المجتمع وذوو التخصص والخبرة هم الاولى بالاختيار بعيدا عن اي انحياز او صلة لهذا المرشح او ذلك. واعتقد ان الايام القادمة ستفرز لنا تجربة جديدة في الانتخابات البلدية واسلوبا في المشاركة في إدارة شؤون الامانات والبلديات, وكلما كان المرشحون صادقين فيما سيطرحونه حصلنا على ما نطلبه منهم ولكن ان يتم اطلاق الوعود قبل الانتخابات ومن ثم اعتبار المسألة شخصية وكأن المجلس البلدي منصب شرفي حصل عليه فهذا الذي يجب الابتعاد عنه فمن يجد في نفسه القدرة على العمل في المجلس البلدي والمساهمة في تحقيق اهدافه لا يضم اسمه الى قائمة المرشحين ومن هو مشغول في وظيفته او اعماله التجارية لا يجعل هذا المنصب عبئا عليه ومن ثم لا يستفيد المجتمع من ترشيحه. ومن المؤكد انه اذا كان عدد المقيدين في مراكز الانتخاب كثيرا اصبح المجال اوسع في المنافسة بين المرشحين والعكس فضآلة عدد الناخبين تجعل المنافسة محدودة وبالتالي وجود فارق كبير بين الاصوات التي تتجه لانتخاب احد أو بعض المرشحين دون غيرهم مما يطفئ حماس المنافسة. ومن ثم فان توسيع قاعدة الناخبين ذات اهمية حتى لا يكون الوصول إلى عضوية المجلس البلدي روتينا هذا ما نأمله وستكشفه الايام القادمة والله الموفق.