أظهرت مبادرة إنتل لرحلة السفاري اللاسلكية قيمة وفاعلية الربط اللاسلكي، كما أنها قدمت دراسة حالة ناجحة للشركات والمؤسسات التي تقوم بتقييم مفهوم الشبكات اللاسلكية من أجل تعزيز قدراتها التنافسية. ويقول جوبرت دي لانغ مدير تطوير أسواق إنتل، وهو الذي قام بقيادة فريق مغامرة السفاري في أكثر البقاع الأفريقية غرابة وتحدياً في جنوب أفريقيا وبتسوانا وزامبيا وناميبيا: لقد كان ذلك المشروع مثيراً حقاًُ وأظهر بصورة جلية أن دعم النقاط الساخنة اللاسلكية يقدم المساعدة للشركات كي تعمل من أي مكان. واشتمل الفريق المشارك في المغامرة على تسعة أشخاص، حيث جاء اثنان منهم من مكتب المدقق العام في جنوب أفريقيا، واللذين تابعا مهام عملهما في تلك الرحلة كما لو أنهما كانا في مكتبهم الفعلي. وحمل الفريق المعدات الضرورية للمشروع والتي اشتملت على سبعة أجهزة كمبيوتر محمولة معززة بتكنولوجيا سنترينو للأجهزة الجوالة، إضافة إلى نظام محمول للاتصالات والربط مع الأقمار الاصطناعية، ومولد كهربائي محمول تبلغ قوته 1 KVA، ونظام UPS مع وحدة لتنقية الطاقة، ناهيك عن جميع المعدات الأخرى اللازمة للقيام برحلة سفاري في أفريقيا. ويقول دي لانغ: يقوم المدقق العام في الوقت الحالي ببث كميات ضخمة من البيانات الحساسة عبر شبكة المنطقة المحلية LAN الخاصة به ومن خلال شبكة الإنترنت، ونظراً للطبيعة المتجولة للموظفين العاملين معه، فإنه يعتبر حالة مثالية لدراسة الاتصالات اللاسلكية. أما لويس فوري المدير الأعلى للمدقق العام في مكتب بلومفنتين، الذي يشرف على أكثر من 90 موظفاً، وويرنار دو بليسيس الذي يشغل منصب مدير خدمات دعم تقنيات المعلومات والاتصالات، فإنهما يقومان يومياً بالاتصال مع مكتبيهما وهما أثناء التجوال، إلى جانب معالجة البيانات، مثل الجداول الزمنية والعمليات المالية خلال فترة نهاية الشهر التي تشهد ازدحاماً في العمل، هذا في الوقت الذي يقومان فيه بمتابعة الرسائل عبر البريد الإلكتروني والمهمات الأخرى. ويمكن لأجهزة الكمبيوتر الجوالة الاتصال لاسلكياً مع جهاز تحويل مرتبط بالأقمار الاصطناعية عبر نقطة ربط D مع جهاز مزود بتكنولوجيا الربط 802.11g. ومن ثم يتم بث البيانات إلى قمر اصطناعي في مدار فضائي يتولى بدوره عملية إعادة البث إلى المحطة الأرضية التابعة لشركة ترانستيل في منطقة كروغرسدورب. ومن هناك يتم إرسالها عبر شبكة الإنترنت مع الشبكة الخاصة الافتراضية VPN وتكنولوجيا تشفير البيانات إلى نظام النقطة المرجعية الخارجية في مكتب المدقق العام للمعالجة في بريتوريا. ووفق رأي دي لانغ، فقد كان الجزء الأصعب في عملية الاتصال تلك المتعلقة بالجهد البدني لتركيب هوائي الاتصال مع الأقمار الاصطناعية في كل ليلة. ويضيف: لقد كانت سرعات البث عالية جداً، وكان بمقدور العميل الدخول بسهولة إلى المكتب الرئيسي. وكان الوقت الوحيد الذي لم نتمكن فيه من الحصول على إشارة الاتصال في موقع المخيم في منطقة موريمي في بوتسوانا، لأن الأشجار المكتظة حالت دون الربط مع القمر الاصطناعي في الواقع. وبشكل عام يمكن القول: إن التحديات التي واجهناها كانت مادية وجغرافية في طبيعتها، ولم تكن ترتبط بأسباب تكنولوجية. ويضيف دي لانغ: إن التقنيات والأجهزة الجوالة وما تحققه من فوائد تتمثل في القدرة على الربط اللاسلكي من أي مكان وفي أي وقت، هي طريقة التحول في تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الخمس الماضية تقريباً. وسيكون التأثير الأكبر على الإنتاجية والفاعلية، لأنه سيكون بمقدور المستخدمين العمل في مناطق بعيدة عن الأماكن التي تحددها المكاتب, وأعتقد أن مغامرة السفاري اللاسلكية التي قامت بها شركة إنتل قد بددت المخاوف التي كان يشعر بها المستخدمون إزاء أجهزة الكمبيوتر الجوالة، وأثبت بصورة لا يرتقي إليها الشك أنه بغض النظر عن المكان الذي يوجد فيه المستخدم، وبالاعتماد على النقاط الساخنة اللاسلكية، فإنه من الممكن جداً أن يبقى المستخدم على اتصال دائم مع العالم الخارجي.