بات لا يخفى على أحد ما تشهده قوى 8 آذار من بلبلة سياسية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في السر، وبين حلفاء هذه القوى كاللواء المتقاعد جميل السيد ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر الذين اعلنوا علناً غضبهم واستياءهم من التنازلات التي تقدمت بها لقوى 14 آذار من أجل تأليف الحكومة، الا ان الأمر لم يتوقف عند حدود ذلك، فإذا بالسيد يعلن وقف تشاوره مع 8 آذار، اما وهاب فقرر اعتكافه عن الظهور الإعلامي. وتبدو الأمور داخل بيت 8 آذار لا تسير على ما يرام، فبعدما كشف رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون صحة لقائه بالرئيس سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة في روما، يكثر الحديث عن استياء في صفوف حزب الله، فهل حلم عون بالوصول الى قصر الرئاسة في بعبدا وانفتاحه على جميع القوى السياسية سيؤدي الى طلاق بينه وبين حزب الله، ام انها لعبة جديدة لسيطرة حلف 8 آذار على لبنان من خلال المؤسسات الدستورية؟. أشار بيضون إلى أن «الموقف السوري أصبح أضعف من أن يأخذ بالحسبان عما اذا كان راضياً ام لا عن الحكومة»، لافتاً الى أن الجميع يعلم أن حزب الله هو الذي يدعم وجود النظام السوري ولولاه ما كان موجوداً اليوم، لذلك من مصلحة النظام السوري اليوم عدم استقرار لبنان، وحزب الله لا يستطيع مواجهة التيارات المتطرفة وحده 8 آذار والفساد واوضح الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون في حديث خاص ل «اليوم» ان قوى 8 آذار حكمت البلد ثلاث سنوات، بحكومة اللون الواحد أي حكومة حزب الله، وفي هذه السنوات لم تستطع التقدم بل على العكس تأخرت وأخرت البلد معها وقادته الى الانهيار الأمني والاقتصادي والاداري، معتبراً انه من الطبيعي ان يكون هناك بلبلة في صفوف 8 آذار نتيجة هذا الفشل الكبير، علماً انه في السنوات الثلاث هذه بلغ الإنفاق العام ما يزيد على 46 مليون دولار ورغم ذلك، لم يفعلوا شيئاً او انجازاً للبلد. وشدد على ان قوى 8 آذار بجميع مكوناتها غرقت بالفساد، حتى بات كل طرف يسعى الى تكبير حصته من الفساد، لانه عندما تغرق كل الأطراف ولا يوجد أحد يوقف العملية يصبح كل طرف يعمل على تكبير حصته، لافتاً الى ان حزب الله بشكل خاص يحتاج الى اعادة تنظيم علاقته بقوى 14 آذار، لأن الحزب وحلفاءه ارتكبوا خطيئة كبيرة بمحاولات ضرب الاعتدال السني، فمنذ استقالة حكومة الوحدة الوطنية او منذ العام 2006 وهم يعملون على محاولات ضرب الاعتدال السني من خلال شطب الاعتدال السني من المعادلة السياسية في البلد، وهذا القرار كان قرارا خطيرا والجميع حذر منه سابقاً، وادى الى انه اصبح في الشارع السني جماعات متطرفة كبيرة تواجه حزب الله بأساليبه وهنا شعر الحزب بالخطورة ولهذا اتخذ القرار بالعودة الى التعاون الجزئي مع الاعتدال السني، كي يتمكن من احتواء هذه المجموعات المتطرفة التي تحاول السيطرة على الشارع السني. عون وحزب الله ورأى بيضون في ولادة الحكومة فائدة لقوى 8 و14 آذار، قائلاً: حزب الله يربح من خلالها الاحتماء بالاعتدال السني ضد مجموعات المتطرفين وقوى 14 آذار تربح العودة الى المشاركة، لان حكومة الحزب الواحد كانت حكومة خلل وطني والان نعود الى حكومة توازن وطني. وعلق على البلبلة داخل 8 آذار، معتبراً ان عون لا يستطيع فك تحالفه مع حزب الله، ولكن عون من خلال لقائه الرئيس سعد الحريري يقوم بمناورة الانفتاح على جميع الأطرف، املا بالوصول الى القصر الجمهوري، وهو موضوع ليس بمحله على الاطلاق، لان عون شخص غير مناسب لا للمرحلة المقبلة ولا لرئاسة الجمهورية. واشار بيضون الى ان الموقف السوري اصبح اضعف من ان يأخذ بالحسبان عما اذا كان راضياً ام لا عن الحكومة، لافتاً الى ان الجميع يعلم ان حزب الله هو الذي يدعم وجود النظام السوري ولولاه لما كان موجوداً اليوم، لذلك من مصلحة النظام السوري اليوم عدم استقرار لبنان، وحزب الله لا يستطيع مواجهة التيارات المتطرفة وحده ويريد ان يحكمها بالاعتدال السني، وهنا نظرة النظام السوري للبنان هي نظرة تريد للبنان العيش في اللاستقرار ، بينما حزب الله يريد احتواء هذا التطرف القائم، لان بيئة حزب الله اصبحت خائفة، قلقة، متذمرة، منطفئة، واصبحت تعلن بوضوح ان حزب الله ورطهم وقرار دخوله في سوريا يعادل هزيمة استراتيجية، مجدداً التأكيد على ان البيئة الشيعية تشعر بخوف كبير واذا لم يقم حزب الله بتلبية تطلعاتها في هذه المرحلة عبر تأمين الامن فان هذه الفئة ستنتفض على حزب الله وحلفائه.واضاف: اراد عون من خلال لقائه الحريري تقديم اوراق اعتماده للانتخابات الرئاسية ولا اعتقد ان الحريري قد ينخدع بعون وطروحاته. وتابع: لقد جربنا عون في الحكم لمدة ثماني سنوات ونصف وفي الحكومة الاخيرة كان لديه عشرة وزراء، وكان عون يمثل فشلا ذريعا على صعيد التجربة الوزارية والنيابية، وعون لم يقدم شيئاً لا للمسيحيين ولا للبلد، ولا اعتقد ان لديه نظرة انقاذية للبنان في المستقبل، موضحاً ان لدى عون شيئا أساسيا وحيدا وهو انه باع البلد لإيران وللسياسة الإيرانية والمدخل الذي دخل فيه عون مع حزب الله في بيع البلد لإيران لن يعود عنه عون، لذا لا اعتقد ان الحريري قد ينخدع من بعض كلام عون ان لديه مشروعا ورؤية. فلقد اثبتت السنوات الماضية ان عون شخص من دون رؤية وشخص غرق في المصالح الخاصة والعائلية مثله مثل باقي السياسيين اللبنانيين لا يفرق عنهم، بينما الرئيس الحريري هناك رهان كبير عليه لمستقبل لبنان، وهذا الامر يتناقض مع عون. إداة ايران واكد ان قرار انسحاب حزب الله من سوريا هو قرار يتخذه الحرس الثوري الايراني، والمرشد علي خامنئي، موضحاً ان حزب الله هو اداة تنفيذية بحسب ما اعلن أمينه العام ان القرارات تتخذ في طهران. وختم: أولوية طهران اليوم ان المرشد غير مستعد للتخلي عن الاسد، ومن اولوياتها معالجة ملفها النووي لان اقتصادها ينهار وليس من اولوياتها ايجاد حل في سوريا والورقة السورية بالنسبة الى ايران مؤجلة، لذلك يعلم حزب الله ان معركته في سوريا معركة طويلة ومكلفة وهي نوع من هزيمة استراتيجية ولكن حزب الله يسعى الى ان يحتمي داخل لبنان وبالاعتدال السني، هو لم يقدم تنازلات بقدر ما استدعى الاعتدال السني كي يحتمي به.