تزامن انعقاد الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة البحرينية المنامة ، مع تجدد الدعوات اليمنية للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي،وخصصت الصحف الرسمية في اليمن افتتاحياتها للحديث عن الطلب اليمني الانضمام إلى مجلس التعاون والمطالبة بخطوات أكثر تقدما في هذا الجانب. وقد أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور ابوبكر القربي ل(اليوم) أن طلب انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي لا يزال مطروحا أمام القمة الخليجية ، معتبرا ذلك ضرورة تفرضها عوامل الجوار والجغرافيا والتاريخ ومن غير المنطقي القفز عليها أو تناسيها. وبدا أن النتائج التي خلصت إليها قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل بشأن موضوع انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد أثارت الحساسية تجاه الموضوع اليمني ومسألة انضمامه إلى التكتل الخليجي وسط دعوات غير مباشرة تبناها الإعلام اليمني الرسمي لمطالبة قمة المنامة باتخاذ موقف ايجابي من مسألة اندماج اليمن في محيطه الخليجي على غرار ما جرى للطلب التركي في انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي . (اليوم) التقت مع وزير الخارجية اليمني وأجرت معه حوارا بشأن القمة الخليجية والمطالب اليمنية منها .. وهنا نص الحوار .. الطلب مستمر @ تزامن انعقاد القمة الخليجية ال"25" في العاصمة البحرينية المنامة مع دعوات تبنتها الصحافة الرسمية تطالب قادة مجلس التعاون بالبت في الطلب اليمني الانضمام لعضوية المجلس هل من طلب يمني بهذا الخصوص سيقدم إلى القمة ؟ ليس هناك طلب سيقدم لهذه الدورة .. لكن الطلب اليمني للانضمام لمجلس التعاون مطروح أمام قادة دول الخليج منذ عام 1996 ولا تزال اليمن تطالب الأشقاء في الخليج بمناقشته وإقراره.. ونأمل أن يتم ذلك في الدورة ال" 25" بالمنامة ، كما نأمل أن يضع الأشقاء في الخليج آليات لتطوير العلاقات مع اليمن على مختلف المستويات . نحن مهيأون @ هل تعتقدون أن اليمن أصبح اليوم مهيأ للانضمام لعضوية مجلس التعاون الخليجي أو أنه استكمل شروط انضمامه لهذا التكتل ؟ قضية انضمام اليمن للتكتل الخليجي ،مسألة حتمية واليمن قطع شوطا كبيرا فيما يخص تحسين علاقاته بأشقائه في الخليج .. وأستطيع القول ان اليمن حرص طوال السنوات الماضية على تطوير وتنمية علاقاته مع الأشقاء في دول الخليج .. وحدث تقدم ملموس في ذلك سواء على صعيد التنسيق السياسي او التعاون الأمني والاقتصادي .. وهذا الأمر يؤكد رغبتنا في إذابة أي عراقيل من شأنها أن تعيق انضمامنا إلى عضوية مجلس التعاون ومد الجسور لعلاقات أكثر تقدما . مؤهلون للانضمام @ يتحدث الخبراء الاستراتيجيون عن هوة كبيرة بين اليمن ودول الخليج يصعب معها انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي كيف ترون ذلك ؟ ليست هناك هوة ، فاليمن لديه من الإمكانيات ما يؤهله للانضمام إلى أي تكتل إقليمي .. والحديث عن الفوارق القائمة التي تتحدث عن دول غنية ودول فقيرة ، مسألة لم تعد مهمة كثيرا .. ولعلك سمعت كما سمعنا نحن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ،في الندوة التي عقدت حول أمن الجزيرة والخليج ، والتي أكد فيها أن اليمن يجب أن تكون جزءا من التكتل الخليجي . ونحن نرى أن بعض المفاهيم أصبحت اليوم قديمة ولا ينبغي الانجرار إلى الماضي .. والظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة تحتم على الجميع مغادرة الماضي والتفكير جديا بمستقبل يضمن أمن وسلامة المنطقة ويعزز من قوتها. @ يرى البعض أن على اليمن أن يؤهل نفسه أولا كي ينضم للتكتل الخليجي كيف ترون ذلك؟ اعتقد أن ما ينبغي بحثه في هذا الموضوع هو كيف يمكن تأهيل اليمن وكيف يمكن أن تتعاون الاطراف في هذا الجانب .. ونحن في اليمن ندرك أن هناك فوارق مع دول الخليج .. لكن إذا نظرت إلى السوق اليمنية فستجد أن المستفيد الأول هو دول الخليج .. وهناك العمق الاستراتيجي والقوة البشرية ،وهذه كلها أمور يجب أن تحسب لكي نتفق حول التأهيل وماهيته . وإذ كانت هناك حاجة للتأهيل في جوانب ما فنحن ندعو أشقاءنا في دول مجلس التعاون الخليجي إلى المساهمة في تأهيل اليمن ، وتسريع انضمامه إلى هذا التكتل الإقليمي لأن من مصلحة الجميع أن تكون هناك علاقات قائمة على أساس التعاون المشترك والشراكة الاقتصادية والاستفادة من إمكانيات كل بلد لتحقيق المصالح المشتركة. مطالب محددة @ ما الذي يأمله اليمن من قمة المنامة؟ نأمل أن ينظر الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي إلى الطلب اليمني بواقعية تستوعب التحديات التي تمر بها المنطقة والتفكير الواقعي بمستقبل المنطقة .. ومن أجل تحقيق التكامل والانتقال إلى مستوى الشراكة بما في ذلك الشراكة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة ككل . ونحن نعتقد أن هذه القضية تهم اليمن كما تهم أيضا دول مجلس التعاون الخليجي فاليمن جزء من النسيج القائم وأمن الجزيرة والخليج بات اليوم مسؤولية مشتركة لكل دول المنطقة.. وانضمام اليمن لمجلس التعاون باعتقادي مسألة حتمية تفرضها عوامل الجوار والجغرافيا وحقائق التاريخ، ومن غير المنطقي القفز عليها أو تناسيها. تجربة أوروبا مثال @هناك من يرى أن هناك فوارق اقتصادية وقانونية بين اليمن وأشقائه في الخليج ناهيك عن الفوارق السياسية ؟ أعتقد أنك إذا نظرت إلى تجارب الاتحاد الأوروبي وقضية انضمام تركيا فستجد أن الأمور قد تغيرت كثيرا لصالح تركيا .. وظهور إشكاليات في مسائل انضمام الدول إلى التكتلات الإقليمية ، مسألة طبيعية .. وبالنسبة لليمن فنحن نرى أن أية إشكاليات يمكن تجاوزها .. والمهم باعتقادي أن تكون هناك إرادة سياسية لدى قادة دول مجلس التعاون في هذا الجانب. لا حساسية @ إلى أي مدى أثارت نتائج قمة بروكسيل بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي الحساسية لدى اليمن من موضوع انضمامها لمجلس التعاون ؟ ليست هناك أية حساسية.. وباعتقادي إن النتائج التي خرجت بها قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل،أكدت أن العالم اليوم أصبح يتجه نحو سياسة استكمال مقومات أية اتحادات إقليمية والواقع يقول ان من المصلحة الاتجاه نحو بناء التكتلات الكبيرة القادرة على مواجهة التحديات المستقبلية من دون استثناء طرف من الأطراف . ونعتقد أن المكان الطبيعي لليمن هو في مجلس التعاون الخليجي ..ووجودها فيه سيكون في مصلحة أشقائها مثل ما هو في مصلحتها والمنفعة بلا شك ستشمل الجميع دون استثناء.