دق ناقوس الخطر إيذانا بانهيار شركة يوكوس الروسية العملاقة للنفط في الوقت الذي حددت فيه السلطات الحكومية يوم 19 ديسمبر الموافق غدا الاحد موعدا لطرح شركة (يوجانسك نيفتيجانسك) وهي وحدة الانتاج الرئيسية ليوكوس للبيع الجبري في المزاد لسداد الديون الضخمة المتراكمة على الشركة. ومن شأن هذا البيع الجبري بالمزاد لاصول هذه الشركة الفرعية المملوكة ليوكوس أن يدمر الامبراطورية التجارية لرئيس يوكوس السابق ومعارض الكرملين ميخائيل خودوركوفيسكي الذي يحاكم حاليا في موسكو بتهمة التهرب من الضرائب والاحتيال والاختلاس. وفي بيان صدر عن المحامين الذين يتولون الدفاع عنه يوم الجمعة أدان قطب صناعة النفط الروسي تصرفات السلطات وقال إنها لن تلحق الضرر بيوكوس فقط بل أيضا بالدولة وبالاقلية من المساهمين وبالمجتمع كله. ووصف ستيفين تيد الرئيس التنفيذي الحالي لشركة يوكوس بيع شركة يوجانسك نيفتيجانسك بأنه سرقة حكومية منظمة لتحقيق مكسب سياسي. وحددت السلطات سعرا يبلغ 7.246 مليار روبل (64.8 مليار دولار) لبدء المزاد لشراء 79.76 في المئة من أسهم يوجانسك نيفتيجانسك التي تقع في غربي سيبيريا والتي تضخ أكثر من 60 في المئة من الانتاج الاجمالي لشركة يوكوس. ويزيد السعر الفعلي للاسهم كثيرا عن المبلغ المحدد لبدء المزاد وتشير التوقعات إلى احتمال فوز إحدى الشركات التي تلقى قبولا لدى الكرملين في المزاد. وفقد سهم يوكوس ما يقرب من ربع قيمته في بورصة موسكو حيث وصل إلى 31.2 دولارا وذلك خلال ما يزيد عن ساعة فقط قبل انتهاء التعاملات في البورصة. يذكر ان يوكوس التي كانت يوما ما نموذجا يحتذى للشركات التجارية في روسيا قد باتت مستهدفة لدى المدعين الحكوميين والسلطات الضريبية بعد القبض على خودوركوفيسكي في أكتوبر عام 2003. وفي الوقت نفسه فإن المطالب الضريبية المتتالية والتي بلغ مجموعها 18 مليار دولار كانت مستحقة على الشركة عن السنوات السابقة. ويرى منتقدون أن الاجراءات التي اتخذت ضد كل من رجل الاعمال والشركة تعتبر بمثابة عقاب حرض عليه الكرملين تحقيقا لطموحاته السياسية وباعتباره أيضا خطوة باتجاه إعادة تأسيس سيطرة الدولة على قطاع النفط. وتعارض يوكوس بيع أسهم يوجانسك نيفتيجانسك على أساس ما ينص عليه القانون من بيع الاصول غير الاساسية أولا لسداد الديون. بيد أن الحكومة قد دأبت على عرقلة المحاولات الرامية إلى إيجاد حل يمكن أن ينقذ الشركة من الافلاس. وذكرت مصادر في الكرملين أنه بينما تسعى شركات روسية لشراء الفرع الرئيسي ليوكوس فإن هناك أيضا بعض الاهتمام من جانب شركات أجنبية لشراء حصة في أسهم يوكوس. وفي وقت سابق أفادت تقارير إعلامية أن من بين هذه الشركات شركة ايني الايطالية للنفط.