جزيرة بتكيرن التي ينحدر سكانها البالغ عددهم 47 شخصا فقط من البحارة المتمردين على السفينة (باونتي) ليس فيها مطار او طبيب او سوبر ماركت, غير ان القرن الحادي والعشرين قد لحق بها في النهاية بشكل محاكمات يخشى البعض انها ستنهي الجالية المقيمة هناك منذ 214 سنة. واذا ادانتهم المحكمة, سينتهي الامر بسبعة من الرجال المقيمين على هذه الجزيرة التي هي مجرد نقطة صغيرة تابعة للإمبراطورية البريطانية في وسط المحيط الهادىء في السجن - انهم يواجهون تهما - بعضها يعود الى 40 سنة من بينها ممارسة الجنس مع فتيات قاصرات. عاش سكان (بتكيرن) الواقعة على مسافة ابحار يومين من تاهيتي اقرب الجزر المأهولة اليها ومسافة 9.250 ميلا من لندن, حياة معزولة حتى العام 1999 حين اشتكت احدى نساء الجزيرة لشرطية زائرة من الاعتداء الجنسي الذي تتعرض له. وادى التحقيق الذي اجرى إلى انقسام الجزيرة وسلطت اضواء غير مرغوبة عليها, ففرضت قوانين جديدة ومنها قانون حماية الاطفال, وذهب رجال شرطة وعمال اجتماعيون تابعون للحكومة الى الجزيرة البالغة مساحتها ميلين مربعين, وبدأت المحاكمات في منتصف شهر ايلول. ويقول بعض سكان الجزيرة انهم يشمون رائحة مؤامرة بريطانية لإخراجهم من (بتكيرن) وان زج سبعة من الرجال المقتدرين في السجن سوف يكون كارثة لأنهم ضروريون لقيادة الزوارق الطويلة التي تنقل المؤن الى البر من السفن المارة. وفي رسالة بالبريد الالكتروني الى الأسوشيتد برس قال احد السكان ان البريطانيين يخططون لشل الجزيرة, وقد طلب عدم ذكر اسمه لاعتقاده ان الشك المتبادل بلغ حدا حتى ان البريطانيين باتوا يراقبون البريد الالكتروني. وستكون المحاكمات الاولى من نوعها منذ محاكمة هاري البرت كريستان احد احفاد فلنشر كريستيان زعيم حركة العصيان على السفينة باونتي واعدامه شنقا في العالم 1897 لقتله زوجته وطفله, حسب هربرت فورد, مدير مركز دراسات بتكيرين في سان فرنسيسكو. جزيرة بتكرين الواقعة في منتصف الطريق بين البيرو ونيوزيلاندا تبهر العالم منذ وقت طويل لكونها الملاذ الذي جاء إليه الرجال الذين تمردوا على السفينة باونتي, وانزلوا القبطان وليام بلايت ورجاله من السفينة الى زواق في عرض البحر في العام 1789.