الكلمات الأبوية الحانية التي افاض بها سمو ولي العهد أثناء لقائه مساء أمس الأول بشباب هذا الوطن المشاركين في فعاليات الملتقى الوطني الرابع للحوار الفكري تدل بوضوح على اهتمام المسئولين بالدولة للاستماع بقلوب مفتوحة وصدور واعية وآذان صاغية لهموم الشباب وطموحاتهم ومشاغلهم وأن ما يطرحونه في أي ملتقى سيجد عناية كبيرة من لدن القيادة الرشيدة فالشباب هم عماد الوطن وعنوان تقدمه ونهضته والدولة تعول عليهم كثيرا لرسم الخطوط العريضة للتنمية في المملكة كما تدل كلمات سموه على جدوى الحوار ومنافعه التي تعود بالخير كل الخير على هذا الوطن ومواطنيه فلابد منه لطرح المشاكل التي تعترض تلك الشريحة الهامة من شرائح المجتمع السعودي ليصار إلى حلحلتها وفقا لأمثل السبل وأفضلها فتداول الآراء ووضعها بكل تجرد وبوضوح كامل على بساط البحث والحوار لتدارسها هو خطوة متقدمة من خطوات صناعة المستقبل الواعد لشباب هذه الأمة فهم العقول والسواعد التي تبني صروح هذه الأمة وتعلي أمجادها وتحقق آمالها المنشودة ولا شك أن توصيات ذلك الملتقى الوطني للحوار الفكري الذي انعقدت حلقاته في المنطقة الشرقية والتي قدمت لسموه إنما تمثل رؤى واضحة لواقع شباب هذا الوطن وسوف تجد البنود التي جاءت في تضاعيفها طريقها إلى النور فهي تعكس طموحات الشباب نحو صناعة تقدم هذه الأمة ونهضتها وتطورها فالحوار في حد ذاته من هذا المنطلق تحديدا يمثل أسلوبا حضاريا للتواصل الحميد والترابط المجتمعي ويزيل كثيرا من العوائق والمفاهيم السلبية التي قد تقف حجر عثرة أمام تطلعات شباب هذه الأمة وهم يمثلون ثروتها الحقيقية فالحوار الذي دار في أجواء مفعمة بمناقشات جادة وموضوعية لكل الأزمات والمشاكل التي تواجه الشباب يعد من أهم المنطلقات الأساسية لترجمة قضايا تلك الشريحة الهامة من شرائح المجتمع السعودي إلى واقع يرى بالأعين المجردة لاسيما أن الحوار الوطني الرابع تم تحت مناخات فكرية صحية وحرية مسئولة وطرح دقيق لسائر الموضوعات الحيوية التي تهم الشباب وتدارس السبل الكفيلة باحتواء مشاكلهم فالحوار أسلوب حضاري رفيع يعود الفضل لتحويله إلى واقع مشهود بعد فضل الله إلى مبادرة سمو ولي العهد حينما أمر حفظه الله بإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وتلك مبادرة تمثل في جوهرها خطوة رئيسية من أهم خطوات تقدم المجتمع السعودي وبلورة أفكاره واتجاهاته النهضوية.