عزيزي رئيس التحرير هذا تعقيب على مقال الاستاذ نجيب الزامل (رسالة الى من أحب) الذي نشر على حلقتين يومي السبت والاحد 13/14 شوال فأنا من اشد المعجبات بكتاباته وما يعجبني خاصة المقالات التي توجهها لجيل الشباب لتبث فيهم الامل وتحثهم على العمل واكاد ألمس فيها روحك الحانية المشفقة. والمقال الاخير الذي عنونته (رسالة إلى من أحب) ماهو الا شاهد ودليل على ذلك. قرأت المقال هذا اكثر من مرة واعجبني فيه دعوتك لصفات جميلة مثل الامل والمحاولة تلو الأخرى والسعي الحثيث وطرق الابواب. ولا اخفيك يا سيدي ان هذه الصفات هي الصفات ذاتها التي اتبناها في حياتي الخاصة واحاول ان ابثها في كل من حولي. فطوال حياتي العملية والتي بدأت بعد تخرجي مباشرة كنت اسعى الى ذلك وكان الاخلاص والاجتهاد والرغبة في التطوير ديدني. ولم أكف يوما عن المحاولة والبحث عن الافضل. وكنت من وقت لآخر اتجرد من نفسي فاقيمها واضع يدي على مواضع العيب فيها فأحاول اصلاحها وانظر الى ما صح منها فاعززه. ولم تكن المشكلات التي اواجهها في عملي تثنيني عن هدفي او تجعلني احيد عن غاياتي. ولكني كنت في هذا كله احاول ان انسى حلمي القديم الذي تعذر علي تحقيقه فاضطررت الى وأده وابدلته بتلك الحكمة التي تقول (اذا لم تعمل ما تحب فأحب ما تعمل) ولكن عبثا نحاول ان ندفن الحلم في داخلنا. فكلما حسبنا اننا قضينا عليه وجدناه يطل برأسه من جديد ولا عجب في ذلك ألم نمضي العمر نسقيه بروح الامل حتى نمت جذوره وتشعبت في حنايانا وبين ضلوعنا حتى عز اقتلاعها فحلمي انا وشريحة عريضة من بنات جيلي هو اكمال دراساتنا العليا. ورغم اننا طرقنا هذا الباب الا انه مازال موصدا دوننا. واتساءل لماذا يقتصر هذا الشرف على طالبة او طالبتين من كل دفعة وتحرم منها الكثيرات من الفتيات الطموحات اللاتي لا تنقصهن القدرة ولا الارادة ولا الجدية وفيهن من هن افضل بكثير ممن يتم اختيارهن للاعادة. لماذا لا يفتح باب الدراسات العليا في كلياتنا في جميع الاقسام وتتاح الفرصة لكل من ترى في نفسها الاهلية لمواصلة تعليمها العالي. لقد قامت الدولة مشكورة بتعليمنا من المراحل الاولية حتى تخرجنا من اعتاب الجامعة او تعجز ان تتيح لنا فرصة مواصلة دراساتنا لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه؟ بل ان هذه الاحقية تتأكد في حقنا نحن الفتيات اذ اننا لا نستطيع شد الرحال الى الخارج لمواصلة دراستنا اسوة بأقراننا من الشباب بل حتى التغرب في مناطق المملكة الاخرى يصعب على الكثيرات منا. وانا في هذا احكي الواقع الحقيقي الملموس لا ذلك الذي ترسمه لنا صحفنا العزيزة والتي ما فتأت تطل علينا من وقت لآخر بعناوين جذابة عن فتح باب القبول للدراسات العليا بل وتحدد موعد تقديم الطلبات فيتجدد فينا الامل ونعاود طرق الباب ونذهب الى كلياتنا الحبيبة لتخرج لنا من تنفي صحة ما ورد في الصحف او اذا كانت ممن يشفقن على احلامنا تقول لنا وهي تخدرنا بالانتظار (ربما العام القادم). متى سيأتي هذا (العام القادم) الذي اسمع عنه منذ زمن وفي كل عام. في اي عقد هو وفي اي قرن وفي اي عصر. وهل يقاس بسنواتنا الارضية ام بالسنوات الفلكية؟ لقد حارت فيه ظنوني وتعبت في طلبه فهل اجد من يرشدني اليه وله مني جزيل الشكر نعم. لقد فتح باب القبول ولكنه اقتصر على بعض الاقسام دون الاخرى وكان القبول فيه محصورا على نطاق ضيق جدا فلماذا يا ترى؟ منذ فترة وانا اطرق هذا الباب، كما تحثنا دائما، ولا اسمع الا صدى طرقاتي!! فهل سيفتح لي ولغيري في يوم من الايام؟ @@ إيمان عبدالرحمن