على الرغم من دورهم العظيم في إنقاذ أرواح الآخرين المهددة بالموت لاسيما في الحوادث، وجهودهم الأخرى في خدمة المجتمع، إلا أن العاملين في الهلال الأحمر السعودي في المنطقة الشرقية وبالتحديد في الدماموالخبر يشعرون بعدم تقدير المسئولين ويشكون من اتهام الكثير لهم بالإهمال بالرغم من تقديم أفضل ما لديهم لمساعدة المصابين. فيما يتمثل الهم الأكبر في مطالباتهم بالحوافز والمكافآت التشجيعية الضائعة التي يبحثون عنها هنا وهناك بلا جدوى. "اليوم" حققت في القضية، فكانت هذه الشكاوى على لسان عدد من العاملين "طلبوا عدم ذكر أسمائهم" المكافآت شكا أحد الموظفين في أحد فروع الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الشرقية من عدم صرف وزارة الداخلية بدل الإرهاب لجميع القطاعات الداخلية، فيما لم يجد منسوبو الهلال الأحمر حوافز مماثلة بالرغم من انهم يعملون الى جانب قوات الداخلية المختلفة في العمليات الارهابية. وأضاف: مثل هذه المواقف - اقتحام المواقع التي تتم فيها العمليات الإرهابية- تتطلب شجاعة ومجازفة, فنغامر بأرواحنا لأجل إسعاف الآخرين, ولا بد من التعرض للإصابات. وقد يلقى أحدنا حتفه.أليس دورنا مهماً ويساوي دور العاملين في المجال العسكري. وأضاف شاركنا مؤخراً في أحداث الخبر، وكانت تضحية كبيرة بحياتنا وهي تهون لاجل الوطن والقيادة الرشيدة وكان الموقف خطراً قرب مجمع سعد الصانع, وحملنا العديد من جثث الضحايا, وحدث أن أصيب أحد زملائي بطلق ناري أثناء تأدية الواجب. مشيرا الي انه إذا لا يقدر المسؤولون حجم التضحية التي نقدمها في سبيل نجاح مهمتنا فالأفضل ان يتم فصلنا. ويوافقه الرأي أحد زملائه قائلا:ً تمت زيادة راتب كل من في القطاع العسكري إلى ضعفه, كمكافأة على جهودهم في العمليات المقاومة للإرهابيين حتى البحرية صرفت لهم مكافآت، ولكن ماذا عنا نحن؟ إن دورنا لا يقل أهمية عن دورهم! واوضح: قمنا بكتابة خطاب باسم جميع أفراد الهلال الأحمر من سائقين ومسعفين وأطباء, ووقعنا عليها وبعثنا بنسخ من الخطاب إلى جميع فروع الهلال الأحمر بالمنطقة, وأرسل كل فرع الخطاب الذي وصله للمركز العام بجمعية الهلال الأحمر السعودي بالرياض، ولكن لم نتلق رداً منهم حتى الآن. بدل عدوى واشتكى آخر من عدم منح العاملين في الهلال الأحمر بدل عدوى, قائلا:ً كل ستة أشهر نقوم بعمل تحاليل للتأكد من عدم إصابتنا بالعدوى, فالواحد منا أصبح يخاف على حياته ويخاف أن يضر غيره من الناس. فهناك أمراض معدية وخطيرة قد يصاب بها من يعمل في الهلال الأحمر أثناء إسعافه الآخرين بدون أن يعلم, كمرض نقص المناعة المكتسبة- الإيدز, والتهاب الكبد الوبائي, وغيرها من الأمراض المعدية. وقال ان بدل العدوى مقرر ولكنه لا يصرف, وأنه كان يصرف سابقاً ثم أوقف فجأة دون مرسوم ملكي. وأضاف: "طالبنا المسئولين بحقنا في صرفه ولكنهم لم يردوا علينا، ويبدو أنهم يتجاهلون أي معاملة". واختتم: أعتقد أنه سبق وناقش مجلس الشورى موضوع بدل العدوى ونتساءل: كيف يسمح بتعريض الموظفين لمثل هذا الضرر, فبعضهم متزوجون ومن الممكن أن ينقلوا المرض لزوجاتهم وأطفالهم. كما يشكو أحد العاملين في الهلال الأحمر بالمنطقة من إهمال المسؤولين قائلا: دخل أحد العاملين في الهلال الأحمر بالمنطقة دورة تدريبية لمنسوبي الدفاع المدني وبعض موظفي جمعية الهلال الأحمر, ولم يقم ذلك الشخص بعمل التحاليل اللازمة قبل دخوله الدورة, فطلبوا منه ذلك, وبالفعل أجريت له التحاليل واتضح انه مصاب بالتهاب الكبد الوبائي بعد انتقال العدوى له أثناء عمله كسائق في الإسعاف. فقصد مدير الفرع الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة, موضحاً أنه أصيب بسبب العمل وطالب بحقه في الانضمام للدورة, ولكن رفض طلبه, فاتجه للرياض وطالب المسئولين هناك فساعدوه على تحقيق ما يريد, بالرغم من إصابته بمرض "معد". التموين الطبي فيما اشتكى آخر من سوء التموين الطبي ، مبينا أن التموين الطبي لسيارات الإسعاف غير كافٍ, وتنقصنا أيضاً أشياء غير ضرورية جداً ولكننا قد نحتاجها في بعض الأحيان كالرباط الضاغط والذي نضطر لأخذه من المستشفى، بالإضافة إلى أن القفازات الموجودة من النوع الرديء فنشتري البديل بأنفسنا. وتحدث عن سوء صيانة سيارات الإسعاف ، مؤكدا أن قسم الصيانة لدينا ليس لديهم خلفية عن الديزل وعملهم مقتصر على البنزين, فنحولها للوكالة وهذا يكلف مبلغاً كبيرا. والحمد لله الذي ساعدنا بأحد رجال الأعمال الذي يتبرع سنوياً لصيانة سيارات الإسعاف, هذا إلى جانب مؤسسات أخرى تتبرع للصيانة. وهناك رجل أعمال قدم لنا خدمة عظيمة لوجه الله, وهي تزويدنا بالأكسجين على حسابه ولمدى الحياة. وعلّق أحدهم ساخرا: بدلاً من مطالبة المسئولين بتأمين الحاجات والمستلزمات الضرورية فإننا نطلب من أهل الخير, فنحن نعلم تماماً أن مطالبتنا المسؤولين لن تجدي نفعاً. وذكر أحد المنتسبين للهلال الأحمر بالشرقية أن أغلبية موظفي الهلال الأحمر الميدانيين مصابون في الظهر. وأنا واحد من هؤلاء, فقد أصبت بالديسك من الشغل المجهد, واضطررت لإجراء عملية في الخارج رغم خطورتها حتى أنهي معاناتي. وأضاف غاضبا: "رغم كل ما نلاقيه من عملنا المتعب، لا احترام ولا تقدير ولا مراعاة لظروفنا من مسئولينا، خاصة فيما يتعلق بالإجازات, فليس من حقنا تحديد وقت الإجازة، فلو صادفت الإجازة شهراً معيناً مثلاً لا نستطيع تأجيلها لآخر بل هي إجبارية. وأحياناً يتمنى الواحد منا إجازته في فترة الحج لأنه قد يكون المحرم الوحيد لعائلته ولكن لا يستطيع لأن أيام إجازته انتهت". وتلقت "اليوم" اتصالاً يشكو فيه أحد الموظفين في الهلال الأحمر من عدم صرف بدل العمل الإضافي, وأن صرفه قد يتأخر لسنوات. كما تلقينا شكوى أخرى على بعض العاملين في الإشراف الميداني بالهلال الأحمر بالمنطقة, يقول صاحبها: بعض العاملين في الإشراف لا يفهمون في كثير من الأمور ولكنهم يعملون لمجرد إلقاء الأوامر ويحاولون أن يبينوا للمسئولين أنهم مهتمون وهم في الحقيقة مهملون ونحن من نهتم ونبذل جهداً كبيراً. وفي كثير من الأحيان تحدث أخطاء وتتعثر محاولاتنا بسبب هؤلاء المشرفين علينا وأعضاء العمليات, ونحن من يدفع الثمن في النهاية. واتهم موظف بعض المسئولين بالتفريق بين الموظفين بفعل الواسطة مشيرا الى انه يوجد من الموظفين من لديه أقرباء أو أصدقاء في مراكز مسئولة, وهؤلاء هم من يحظون بالانتداب الخارجي والداخلي, فقد خرج من عندنا للعراق في الأزمة الأخيرة بعض الموظفين الذين لديهم علاقات قوية بعدد من المسئولين.أما نحن فبقينا مكاننا. وأضاف: "من منا لا يتطلع للانتداب, ففيه مميزات نطمح إليها جميعاً بلا شك.. ولكن من ليس لديه واسطة فليصرف التفكير فيه". واختتم: "أتمنى أن تصل أصواتنا عبر جريدة "اليوم" إلى كبار المسئولين. وفي حال ما إذا تم تكذيب أقوالنا, فبالإمكان تكوين لجنة من المركز العام بالرياض والاستفسار من مسعفي فرق المنطقة الشرقية والتحقق من نفس المسعفين والسائقين, وأقول من الرياض لأن أي لجنة من المنطقة الشرقية غير أهل للثقة, فهم يفتقدون الأمانة بل هم أحزاب وقد يقلبون الموضوع ضدنا".