يركز المستشار الالماني جيرهارد شرودر خلال جولته هذا الاسبوع في الصينواليابان على التجارة وسعر الصرف بالنسبة للعملات الاجنبية وسط علامات بنشوب خلاف بين أكبر دولة اقتصادية في أوروبا والقوتين الآسيويتين العظميين. وعلى الرغم من أن جولة شرودر ستؤكد مدى عمق العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والدولتين الآسيويتين ذواتي الثقل الاقتصادي فإن برلين في الوقت نفسه حريصة على ضم طوكيووبكين إلى قائمة المؤيدين لمعركتها في مواجهة استمرار انخفاض الدولار الذي يهدد ماكينة التصدير الالمانية ويعود بالدولة إلى أعوام الكساد. ويثور سؤال يتمثل في مدى قدرة شرودر على إقناع طوكيووبكين بالانضمام إلى حملته الرامية للضغط على واشنطن من أجل لعب دور أكثر نشاطا بشأن دعم الدولار في مواجهة الين واليورو. وقال هيريبرت ديتير المتخصص في شئون التجارة والمال بالمعهد الالماني للشئون الدولية والامنية ببرلين (إن الجانب المهم (في جولة شرودر) سينصب على العملات). وفي الوقت نفسه ترغب ألمانيا في أن تساعد الصين في تقليل الضغط على اليورو بتحرير اليوان من ارتباطه بالدولار الامريكي. وقال مسئول ألماني كبير طلب عدم ذكر اسمه ردا على سؤال عما إذا كان شرودر سيثير المخاوف الاوروبية بشأن اليوان خلال محادثاته مع الزعماء الصينيين (إن من المستحب بحق وجود قدر أكبر من المرونة في الاقليم الآسيوي). وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو مرارا إن بكين ليست لديها خطط لتغيير سياستها المتعلقة بتثبيت اليوان عند3ر8 أمام الدولار. وساعد سعر الصرف الثابت لليوان اليورو على الارتفاع إلى مستويات قياسية أمام الدولار خلال العام الجاري. ويعتقد المسئولون الاوروبيون بأن تحرير اليوان ربما يخفف من الضغوط على اليورو والتي تثير قلقا لانها ترفع من أسعار صادرات منطقة اليورو. وتأتي جولة شرودر في آسيا على مدار خمسة أيام في أعقاب تسجيل اليورو لارتفاعات قياسية جديدة أمام الدولار بلغت ذروتها 3335ر1 دولار خلال الاسبوع الماضي. وبذا تكون قيمة اليورو قد ارتفعت بنسبة 60 في المئة أمام الدولار بعد هبوطه إلى مستوى قياسي بلغ 82 سنتا أمريكيا في أكتوبر من عام 2000. وعلى الرغم من استمرار اليورو في التقدم إلا أن الصادرات الالمانية اكتسبت قوة وصارت ألمانيا أكبر دولة مصدرة في العالم. ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى أن ألمانيا صارت أكبر شريك تجاري للصين. لكن الشركات الالمانية في الصين تواجه رياحا معاكسة تزداد قوتها بسبب حدة المنافسة العالمية هناك. وتمثل الصين اليوم أسرع الكيانات الاقتصادية نموا في العالم كله. وقفزت قيمة التجارة الالمانية الصينية في الشهور العشرة الاولى من العام الجاري بنسبة 30 في المئة لتتجاوز 43 مليار دولار. وحلت الصين اليوم محل اليابان كأكبر شريك تجاري لالمانيا في آسيا. وفي الوقت نفسه أسهم النمو السريع للصادرات الالمانية إلى الصين في أن تصبح ألمانيا أكبر شريك تجاري لبكين في أوروبا. وارتفعت قيمة الصادرات الالمانية إلى الصين خلال العام الماضي بنسبة 25 في المئة لتصل إلى2ر18 مليار يورو فيما ارتفعت قيمة الواردات القادمة من الصين بنسبة 17 في المئة ووصلت إلى 25 مليار يورو. وستكون زيارة شرودر إلى الصين هي السادسة منذ أن تولى مقاليد السلطة في سبتمبر من عام 1998. وأشار كثيرون من المحللين إلى أن نجاح برلين في تأسيس علاقات سياسية مع بكين هو السبب الرئيسي في امتداد الصناعة الالمانية إلى الصين. وتشكل الصين اليوم الكلمة الرنانة في مجال الاعمال بألمانيا. وفتح نحو 1800 رجل أعمال ألماني متاجر لهم في الصين. كما أن 23 من إجمالي 30 من كبرى الشركات التي تتصدر قائمة بورصة فرانكفورت لها تمثيل في الصين. وألمانيا هي أكبر مستثمر أجنبي أوروبي في الصين. ويقدر حجم الاستثمارات المباشرة هناك بنحو 4ر9 مليار دولار. ويصاحب شرودر وفد من كبار رجال الاعمال. ويعتقد بأن حجم العقود التي ستبرم خلال الزيارة سيتجاوز مليار يورو ستتضمن عقدا لشركة سيمنز بشأن 180 قاطرة بقيمة 360 مليون يورو بالاضافة إلى خط طاقة ستبلغ تكلفته نحو 210 ملايين يورو.