تمثل الانتخابات البلدية خطوة هامة في طريق الاصلاح الذي تنتهجه المملكة قيادة وشعبا لمواكبة متغيرات العصر، بما لا يتناقض مع ثوابتنا الشرعية التي تقوم عليها بكل امانة واخلاص حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده يحفظهما الله - من اجل تهيئة الاجواء امام مشاركة متنوعة ومفتوحة. وهناك كثيرون يرون في الانتخابات تقليدا غربيا، رغم ان الواقع والتاريخ وسيرة نظام الحكم الاسلامي، ارست اول تقليد ديموقراطي عرفه العالم وهو نظام الشورى الذي جاء تعميقا اسلاميا لمعنى المشاركة الشعبية وتأثيرها في اتخاذ القرار، سياسيا كان أم عسكريا ام اجتماعيا. وجميعنا يتذكر التطبيق الرائع لهذا المفهوم، حينما اخذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم برأي الصحابي الجليل سلمان الفارسي في حفر الخندق وغيره من السلوكيات النبوية التي يكفينا انها علمت البشرية قبل 15 قرنا من الزمان ولنا في صحابة رسولنا الكريم مثل عظيم في قرارهم وحربهم وسلمهم. ولان هذه الشورى كانت وما زالت منهجا من مناهج الحكم في بلادنا منذ اسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسار عليها ابناؤه البررة من بعده، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله فانه يحق لنا ان نفخر بهذه الخطوة التي تزيد من مشاركة المواطن في صنع القرار والمشاركة بايجابية تنظر للمصلحة الاجتماعية وتتجاوز المنفعة الفردية الضيقة لتحقيق الهدف الاهم والاشمل. وفي هذا المجال ينبغي ان نكون امناء مع انفسنا سواء من ترشح فعليه تعقد آمال كبار او من سيتوجه لصندوق الاقتراع، حيث سيكون هو المعيار في تحديد من يمثله امام المجتمع، يحمل همومه وقضاياه، ويعرضها ويعمل على ايجاد افضل الحلول هنا. الانتخابات المحلية كما نفهم، جزء يرسخ مفهوم الشورى، ويكفي انها ستضع المواطن في القرن الحادي والعشرين على اعتاب قرن جديد، نتمنى ان يكون مليئا بالخير للوطن وللمواطن. *مدير عام التربية والتعليم للبنات بالمنطقة الشرقية