@ سنأخذكم اليوم بجولة تصورية نتخيل بها مواقف نمر عليها بصفة دائمة حتى صارت عادية جدا ولا نكاد نقف عليها أو نستشعر بها بالرغم من الخطأ الواضح والمتكرر بها( ربما لأنها أصبحت عادية جدا بفعل التكرار ) ، على أمل أن نستنكرها ولو بأضعف الأيمان فهيا معي راجيا أن تربطوا الحزام وتسترخوا ولكن لا تناموا لأننا نريدكم (صاحين ومفتحين). @ الزمن يوم الخميس ( كل يوم خميس) الوقت مساء ( تقريبا من بعد صلاة العشاء لحين منتصف الليل) المكان مركز تجاري مشهور في الدور اللي فوق - قاعة المطاعم قسم العائلات ( أقول العائلات مو العزاب حتى ما نظلمهم ) الحالة فوضى عارمة من الجالسين وإزعاج من حركة الصواني وصراخ العيال المشاغبين والتي تأتي تقريبا من جميع الجهات ( هذا مو غريب بالطبع ) وبين هذه الأصوات وتلك الفوضى نتفرس الوجوه حولنا فنحس بنظرات خاطفة سريعة كأنها أشعة أو تيار كهربائي يمر من جميع الجوانب ويتجه لعدة جهات مختلفة ، ندقق أكثر فنلاحظ تصرفات غير بريئة ونظرات حادة وجريئة تعمل كأنها مراسلات عبر الطاولات ومن بين الكراسي والجلوس ، عجيب ماذا يحصل عينك ، عينك وحنا قاعدين محترمين ، والغريب أنهم يتعاملون معانا ولا كأننا موجودين وحتى لو حاولنا صد أو اعتراض هذه النظرات نفاجأ بتأفف من قبل المرسل أو المستقبل وكأننا أجرمنا بحقهم ويمكن يوجهوا لنا كلام توبيخ بعد! ، والله عيب وصحيح اللي قال أن لم تستح فأفعل ما تشاء. @ المكان شاطئ الكورنيش الممتد من هافمون (آسف اقصد نصف القمر) لين دارين لأن كورنيش صفوى بعيد شويه ، الزمان يوم الجمعة العصر ، تجتمع الأسرة السعيدة ويله علشان نروح البحر ، هيا بسرعة نمبسط ، وتجلس تتمشى بالسيارة معاك أم العيال جالسه قدام يعني نتفسح من الشباك ، ندور على مكان فاضي نفرش عليه ونجلس نشم هوا البحر العليل شويه ،( هذا إذا كان فيه) ، وندور ونتلفت وندقق يا ربي مكان فاضي ، هنا؟ ، لا، لا هذول شباب ما يستحي شوفهم يرقصوا ويغنوا ولا عليهم بأحد ، شفيها طيب نتفرج عليهم! لا عيب شيقولوا الأولاد معانا، طيب نجلس هنا قدام؟ لا طبعا هنا عيله كبيرة ومتورمة قاعدة ملمومة مع بعضها لمه على شكل حلقة تقول عندهم لعبة كرة قدم من كثرهم ، أجل فين نجلس ؟ كمان شويه قدام ،أمشي بسرعة هذول نعرفهم ما نبي يشوفونا ، ليش أحنا ما نسوي شيء غلط ، لا ما نبي يحرجونا ولا نحرجهم ! ونمر بسرعة ، هذا المكان لا طالعه وسخ وما يصلح للجلوس ، واللي قدامه مكان ألعاب مزعجة وخطرة يمكن يطب عليك أحد الدبابات وهو مسرع تتعور ، شوفي هذاك المكان ؟ أيش فيك هذا مجرى وساحة لتأجير الخيول تبغاهم يفعصوك ، والله حيره ، أقول نجلس جنب المراجيح ! ، أحنا مش صغار وأولادنا كبار على هذي الألعاب. @ كل هذا وإحنا نمشي والوقت يجري ، والشاي والقهوة والأكل في السيارة برد ، ومازلنا نبحث عن مكان ، طيب أيش رأيكم هنا؟ أقول أقرأ هذه استراحات وأملاك خاصة ، أسحب بس لا يدوسوا ببطنك ، وهنا لا ، لا هنا خيم كثيرة ما نعرف ليش موجودة وغالبيتها فاضي بس الظاهر أن هناك مقاول يؤجرها على السياح ويكسب!، طيب أيش رأيكم هناك ، وين هناك ؟ هناك شوفوا ؟ لا ما تشوفهم هؤلاء يسبحون بكامل ملابسهم يعني يستحوا والحياء مقطع بعض ، بس طالع لو طلعوا وتفرج على التلصيق ، وأنت تحب تبصبص طبعا ، ما يصلح لنا هذا المكان أمشي ، أجل وين تبون؟ باقي شوي و نوصل الديرة ! لا تخاف كورنيش الدمام فيه الخير ، أيش ، أيش كورنيش الدمام هالوقت ما تلقى مكان لسيارتك علشان تلقى لك ، أنسوا بس ، طيب أمشي لين ما تشوف أرض فاضيه أو مكان خالي ! كيف أحنا بنجلس على البحر لو عاوزين نبني بناية ؟ ، المهم يالطيبين ظلينا نمشي ونعيب على هذا المكان أو ذاك لحين ما وصلنا للبيت تصوروا! ، صحيح فيه شويه ناس ما يعجبها العجب ، تبي مكان تكون فيه وحدها ومكان ما يعرفها فيه أحد خالص ، يعني مثلا لو كانت هذه التمشية في شرم الشيخ أو شواطئ اللاذقية أو كورنيش الحمرا ببيروت أو حتى جميرا بيتش بدبي ، كان بس دور لك مكان تستطيع أن توقف فيه برجولك وألبس النظارة السوده وأجلس وأنت ساكت ولا تسأل شسالفه! فهمتوا على ما أرجو ؟ سامحونا .