كشفت سفارة الولاياتالمتحدة لدى كابول عبر بيان نشر في العاصمة كابول أن قوات حفظ السلام الدولية بالتنسيق مع القوات المحلية وأجهزة الاستخبارات الوطنية تواصل عمليات تمشيطها بحثا عن الإرهابيين وقال:عناصر طالبان والقاعدة يستخدمون مختلف الوسائل المتاحة- حسب البيان- لزعزعة الاستقرار وإفساد الأمن وإحداث حجر عثرة في سبيل الديمقراطية، وعناصر القاعدة يقومون بعمليات الإفساد في لباس المرأة الأفغانية( البرقع) وصولا إلى أهدافهم المشئومة حسب إفادة البيان. عمليات التمشيط وجاء في البيان أن قوات التحالف الدولي كثفت عمليات التمشيط في إقليم ننجرهار شرقي أفغانستان بحثا عن الإرهابيين إشارة إلى القاعدة وطالبان وقتلت في طي هذه العمليات 9 إرهابيين بالإضافة إلى اعتقال 19 آخرين. وتواصلا لهذه العمليات التمشيطية اعتقلت قوات التحالف الدولي التي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية زوجة مواطن أفغاني في إقليم ننجرهار شرقي جلال آباد في منطقة بتي كوت برفقة أربعة رجال ليلة السبت الماضي بزعم علاقتهم بتنظيم القاعدة وطالبان التي آوت زعيمها أسامة بن لادن، وحسب بيان السفارة فإن زوج المعتقلة من العناصر الموالين لتنظيم القاعدة، وادعى البيان أن القوات الدولية ستراعي الأعراف الوطنية والقوانين المحلية والتقاليد الإسلامية التي تتحفظ بها الأفغان. يأتي بيان السفارة هذا في حين اعتقلت القوات الأمريكية زوجة أحد الموالين للقاعدة في طي عمليات التمشيط الليلية المتواصلة منذ فترة وذكر البيان أن جنديات في القوات الدولية كن يحققن مع المرأة الأفغانية المعتقلة التي أطلق سراحها بعد أن قضت 24 ساعة في معتقل التحالف في أعقاب قيام عشرات الآلاف من المواطنين الغاضبين بمسيرات احتجاجية منددين بعمليات قوات التحالف الليلية وطالبوا الحكومة الأفغانية بتوفير الأمن للمواطن الأفغاني وأغلقوا الطريق العام بين جلال آباد وبوابة طورخم لفترة يومين والتي فتحت مساء يوم الأحد بالإضافة إلى إحراق سيارة إحدى الجمعيات الخيرية. وفي حين يواصل المواطنون الغاضبون تنديدهم بعمليات القوات الدولية بشدة ما زالوا يطالبون بإطلاق سراح جميع المعتقلين الأفغان الأبرياء في طي هذه العمليات التي اعتبروها غير إنسانية والتي أسفرت عن مقتل شاب وإصابة آخر بجروح عندما أطلقت الشرطة المحلية النار على المتظاهرين لتفريقهم ظهيرة يوم الأحد. اعتقال شباب وشيوخ ويتهم المواطنون القوات الدولية بعمليات التمشيط بزعم البحث عن القاعدة وطالبان دون علم الحكومة المحلية أو المركزية وتعتقل شبابا وشيوخا خاصة المتدينين منهم بتهمة علاقتهم بالقاعدة وطالبان، وطالب المواطنون السلطات المحلية بإطلاق سراح اثنين من المعتقلين قبل يومين والذين ما زالوا رهن الاعتقال رغم المسيرات الغاضبة ومن جانبها اكتفت الحكومة بطمأنة المواطنين بأنها أبلغت حكومة كابول وإيساف بمطالب الشعب. وهذا ما أفادته تقارير القوات الأمريكية والدولية والحكومة الأفغانية ولكن من خلال احتكاكي بمواطني منطقة بتي كوت التي شهدت هذه المسيرات الأولى من نوعها شرقي مدينة جلال آباد أكدوا ل(اليوم) أن الصراعات القبلية والخصومات المحلية بين قبيلة وأخرى أدت بالمواطنين في المنطقة ليكونوا ضحية القصف واعتقال قوات التحالف ومعاملة الأعداء. وأكد لي مير محمد نور البالغ 60 عاما وهو أحد وجهاء المنطقة وقد شارك في مسيرات السبت والأحد الماضيين أن القوات الأمريكية اعتقلت عالم دين برفقة أربعة من أبنائه وقتلت أربعة من ضيوفه في بيته قبل أيام من اعتقال اختنا في المنطقة نتيجة الصراعات القبلية وكان ابن عم العالم المعتقل اتهمه بعلاقته بالقاعدة فاستنجد سرا بالقوات الأمريكية وبعد إطلاق سراحهم وعودتهم من المعتقل قبل بضعة أيام بدأوا برفع قضيتهم إلى الحكومة والتحقيق في سوء المعاملة معهم ومع ضيوفهم المقتولين. أعراف وطنية وقال نور (وهو غاضب جدا) إننا تحملنا قتل واعتقال إخواننا وأبنائنا لفترة ثلاث سنوات منذ مجيء القوات الأمريكية إلى المنطقة ولكن حينما بدأت تقوم باعتقال النساء ليلا فهذا ما لن نتحمله وسندافع عن تقاليدنا الإسلامية وأعرافنا الوطنية وأكد مير محمد نور إننا قدمنا الشكاوي إلى الحكومة المركزية والمحلية وسنفعل الكثير إذا لم توف الحكومة بتعهداتها وسنواصل باحتجاجاتنا فإننا أدلينا بأصواتنا لتحفظنا وتحافظ على حقوقنا وليس لتعادينا وتنتهك حرماتنا بأيدي الأجانب وقال أين جيشنا الوطني وأين شرطتنا المحلية ؟؟ وإذا كان فينا ما تدعيه فيحق للشرطة والجيش الوطني أن يستجوبانا فقط وليس الأجانب فإن تاريخنا يأبى ذلك. ويذكر أن القوات الدولية والحكومة المحلية ما زالت تواصل عمليات البحث والتمشيط من حين لآخر بحثا عن عناصر القاعدة وطالبان في مختلف الولايات والأقاليم الأفغانية وسكت الأفغان عما تفعل ولم تحدث الاحتجاجات ضد الحكومة وإيساف من هذا النوع منذ تولي حكومة قرضاي سدة الحكم في أعقاب الإطاحة بنظام طالبان ولكن لما اعتدت القوات الدولية على الأعراف الوطنية والتقاليد المحلية حيث امتدت أيديها إلى المرأة الأفغانية أثارت ثائرة المواطن الأفغاني فبدأ يندد بالحكومة والقوات الدولية وطالب بإيقاف عملياتها التمشيطية باسم مكافحة الإرهاب وتعتبر هذه المسيرات الاولى من نوعها منذ اختراق هذه القوات أجواء أفغانستان قبل حوالي ثلاث سنوات في أعقاب الإطاحة بنظام طالبان عام 2001م.