تناولت احدى الصحف المحلية خبرا فحواه قيام احدى المؤسسات الاعلامية في الرياض بتنظيم دورات تدريبية للمواطنين الراغبين في الترشيح للانتخابات البلدية خارج المملكة لمدة اسبوع وبسعر (400 - 600) الف ريال - للتدريب على فن التعامل مع الحملات الانتخابية وفن التعامل مع وسائل الاعلام والتخاطب والادلاء بالتصريحات. حقيقة الامر للدورات التثقيفية للناخب والمرشح اهمية كبيرة في معرفة سياسة الانتخابات وبالذات من الطرفين فالناخب يريد معرفة المرشح والمرشح يريد معرفة الناخب ومن هنا كانت نقطة الالتقاء هي البرامج الانتخابية الكفيلة بتعارف الطرفين, فأساس البرامج الانتخابية الناجحة هو رغبات وحاجات المواطنين في اطار علمي واضح المعالم يتعرف الناخب على المرشح وطريقة الوصول بهذه الرغبات والحاجات الى واقع ملموس. ان احد اسباب خروج هؤلاء لعمل هذه الدورات التدريبية خارج البلاد لدليل على عدم توفر البديل الجاهز بالمبلغ المعقول داخل البلاد, بالرغم من تواجد معاقل العلم والمعرفة (الاجهزة التعليمية) والقطاعات العامة والخاصة في المملكة لاعطاء مثل هذه الدورات والتفاعل السريع والاستعداد لمثل هذه المناسبات التنموية والتجهيز الكامل لنجاحها. وبالرغم من ذلك كله فان الناخب لم يعد يجهل الاعيب ودهاليز البرامج والدعايات الانتخابية ويعود الفضل في ذلك إلى الله ثم الى ما توليه حكومتنا الرشيدة من تثقيف وتعليم عن طريق الاجهزة التعليمية والاعلامية والتي ارتقت بفكر المواطن الى اعلى المستويات, ناهيك عن الانفتاح الاعلامي الذي جعل هذا العالم عبارة عن صندوق صغير ترى فيه خبايا الكون.ولنتوخ خيرا في من ذهب وسوف يذهب الى الخارج للحصول على هذه الدورات والعودة الى الوطن للتعريف بنفسه وبرنامجه بطريقة علمية صحيحة يستفيد ويفيد وطنه. وليس بالضرورة الفوز بالمنصب في هذه الانتخابات ولكن الضروري هو المحصلة النهائية من جميع مراحلها واجراءاتها والتي تصب في مصلحة الوطن من خلال المعرفة التي سيكتسبها هؤلاء المرشحون ووجودهم كاستثمار وطني حالي أو مستقبلي. اخيرا وليس اخرا تطرقنا في مقالات سابقة عن الانتخابات للمجالس البلدية الى اهمية التثقيف. والفوائد التي منها ان يرى المواطن كل ماهو جديد بسلبياته لعلاجه وايجابياته للاستفادة منه.. ولا عجب في ذلك ولنكن مستعدين.