في كتاب )لغة الطفل( للدكتورة رسمية علي خليل طبيبة أطفال تعمل في جامعة القرى صفحة 25، دراسة تتبعية لتوجيه الطفل الحضين إسلاميا: وهي دراسة فريدة ومثيرة وطريفة في خطواتها ونتائجها كانت نتائج هذه الدراسة كما يلي: كانت الرضاعة الطبيعية من أكثر الاشياء عونا للأم على بدء توجيهها الإسلامي.. كان النوم تاليا للرضاعة بالترتيب من حيث أهميته في عملية الاتصال بين الأم والحضين .. كان كلما علا صوت الطفل بالبكاء علا صوت الأم بتلاوة القرآن ومع قراءة الآيات يصمت الطفل فجأة وينصت متأملا كأنه يسمع ثم يهدأ و ينام نوما عميقا .. ثم بعد سنة ونصف السنة بدأ الطفل في الكلام فعلٌم بعض الأدعية البسيطة وكلمات مثل الله اكبر.. الحمد لله .. لا اله إلا الله .. صلى الله عليه وسلم.. تقول: كانت البنات أسرع استجابة تكلمن مبكرا وحفظن أجزاء من القرآن في عمر سنتين وسنتين ونصف السنة (في هذا العمر لا يتكلم الطفل جيدا ولكن مع هذا الترديد للقرآن أثناء الرضاعة كان الطفل يرضع القرآن هكذا يكبر جسمه بالقرآن ينطلق فكره بالقرآن).. وكان الحضين يتابع أمه وهي تقرأ القرآن ويكف عن الرضاعة فترة ثم ينظر إلى أمه و يتابعها ثم يواصل رضاعته في سرور. ومن هنا فالرضاعة موقف كلي متكامل حيث تعطي الأم جرعات الحب والحنان والإيمان إلى جانب اللبن وتعلم الطفل من خلالها كل سلوك طيب.. وهو موقف ينمي الانتماء والارتباط والطمأنينة . وهذه نتائج طيبة للغاية تؤكد أهمية دور الأم وارتباطها بالطفل وأهمية تدريبها وأهمية توجيهها لطفلها إسلاميا . ثم أبرزت النتائج التدريب الذي حدث للسمع والبصر والفؤاد واللسان إسلاميا ومن ثم كان القرآن والسنة محورا لحياة الطفل والأم. وجرت هذه التجربة على ثمانين طفلا فحفظ 60 منهم القرآن عند بلوغ سن خمس سنين.. وهذا يعرفك أهمية دور الأم ودور المعتقد في إخراج الجيل المسلم. كما يوجد برنامج لتحفيظ القرآن للابناء من سن 3 سنوات. والقاعدة التي يقوم عليها البرنامج هي قاعدة عددية.. فباستخدام المصحف المطبوع في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ذي اللون الأخضر، الذي يحتوي على 604 صفحات دون فيها القرآن الكريم كاملا . وفي كل صفحة 15 سطراً. ووفقا لهذه الأسس يتكون الجدول كالتالي. السنوات الثلاث الأولى يتم تحفيظ ابنك أو ابنتك البالغة من العمر 3 سنوات يوميا 3 أسطر فقط.وذلك للأيام من السبت إلى الثلاثاء وأيام الأربعاء والخميس والجمعة تجعل لمراجعة ما أخذ في الأيام الاربعة الأولى من الأسبوع، ثم جعل شهر واحد في السنة تتم فيه مراجعة ما تمت دراسته طيلة السنة. بهذا النظام ستجدين أبناءك قد وصلوا إلى سنة التمهيدي في المدرسة، وقد أكملوا الحفظ من سورة الناس إلى سورة فاطر. السنوات الثلاث التالية تتم فيها زيادة عدد الأسطر وجعلها نصف صفحة يوميا مع المراجعة لصفحة كاملة وذلك للأيام من السبت إلى الثلاثاء وباقى أيام الأسبوع يخصص لمراجعة ما حفظ في الآسبوع. مع جعل شهر واحد للمراجعة المكثفة وليكن في رمضان. بهذه الطريقة ستجدين أن أبناءك مع نهاية سنة خامس إبتدائي قد انتهوا من حفظ القرآن الكريم كاملا. ما تحتاجينه للتنفيذ: الصبر والمصابرة والمرابطة (تحتاجين الى النفس الطويل). تخصيص مدة ساعتين يوميا لتنفيذ هذا الجدول، لا يعدل مهما كانت الظروف، مثلا الخروج للبر، زيارات الأهل والأقارب حدوث طوارئ كوفاة أحد الأقارب أو زفاف أخت قريبة أو بعيدة او أحد الأبناء، دخول أو الأب المستشفى أو حدوث حوادث مرور , أو في أوقات الاختبارات المدرسية . كل هذه الطوارئ يشترط عليك أن لا تجعلك تهملين يوما واحدا من هذا الجدول . حتى يختم. أخيرا تحتاجين توفير أحد الحفاظ كي يراجع لابنك وابنتك بعد الانتهاء من كل خمسة أجزاء لعمل اختبار شامل للأجزاء التي ختمت . أسلوب التحفيظ: بما أنك تبدأين من سن صغيرة جدا فأنت محتاجة لعدة أساليب.أعطيك بعضها ويمكنك ابتكار غيرها: عمل مسابقة. مثلا استخدام سلم الخطوات بمعنى أن يقف ثلاثة عند خط واحد ثم يخطو كل واحد بعد أن يقرأ أية من السورة التي يراد تسميعها. فإذا أخطا يتأخر وإن كانت صحيحة يتقدم. وعند النهاية يكافأ الفائز بعلبة حلوى أو آيس كريم.. أو ما شابهه. يمكن لطفلك أن يتلو وهو على الأرجوحة أو في حجرك أو أن تطلبي منه أن يذكر آية وهو جالس وأية وهو واقف وهذه الأساليب تشجعه على الاستمرار والاهتمام بمتابعة الحفظ، أو أن تحضري له ميكرفونا صغيرا وتجعلينه يردد الآيات ويتلوها. ومن المهم جدا كلما أنهى جزءا أن تسجليه وتحتفظى به ثم تديريه ليسمعه في الرحلات أو أمام أقرانه ليشعر بالإعتزاز ولا تفتر همته للمواصلة. وعليك اختي الحرص الكامل على الإستمرار وعلى المحافظة على شدة التزامك الشخصي وثباتك لإكمال الطريق. وتذكري دائما أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا لعل الله أن يجعلها لك من الباقيات الصالحات. كيفية التلقين: ترديد كل آية عشر مرات ثم الانتقال للتي بعدها عشر مرات ثم ترديد الآيتين مع بعضهما خمس مرات، ثم الآية الثالثة تكرر عشر مرات ثم الآيات الثلاث مع بعضها خمس مرات.. وهكذا . إذا أخطأ الطفل أو الطفلة في أية أثناء التسميع، عندها ينبغي إعادة ترديدها عشر مرات فأن لم تثبت تكرر عشر أخرى .. وهكذا. أختى الحبيبة.. رعاك الله !! ويمكن الاستعانة بأخت أو جارة أو معلمة تكون صديقة للمساعدة في التسميع.. كما أن الالتزام بالجدول بشكل مستمر حتى أيام الأعياد والمناسبات يضع أسس التزام الأبناء مستقبلا على قراءة ومراجعة ورد ثابت يوميا لا يتخلفون عنه مهما كان السبب.. ولا يحتاج هذا البرنامج إلى إقحام الأزواج مع الأم فيه لسببين: أولهما: لأنه غالبا يكون مشغولآً بأمور الدعوة أو غيرها خارج المنزل. الثاني: أنهم لا يجيدون حسن التعامل مع الأطفال في هذه السن المبكرة. ومن المهم جدا أختى عندما تقومين بترديد الآيات أو التسميع أن يكون بصوت مسموع، يسمع ابنك الحرف بأذنه، وأن يكون جلوسك أمامه مباشرة، وأن تحتفظي بالتركيز عليه بجعل عينك في عين طفلك، عندها سيشعر بجدية الموضوع وبإحتوائك له. فإن كانوا أكثر من واحد وكلهم يحتاجون التسميع. فيمكنك تقسيم الوقت عليهم مثلا نصف ساعة لكل واحد على حده، مع الحرص على التركيز على كل واحد منهم وحده. في البداية قد تشعرين ببطء في سرعة التحصيل (الحفظ والإسترجاع)، لكن عليك بالصبر فستنموا ملكة الحفظ عندهم تدريجيا وستشعرين بالفرق مع مرور الأيام. تأكدي أخية أن هذا البرنامج لا علاقة له بدرجة ذكاء إبنك لآنه وضع لمن هم في الدرجة المتوسطة من الذكاء. يا رعاك الله ..!! وعادة يذهب إبنك من سن 6 أو 7 إلى حلقات التحفيظ في المسجد، فإن كان ابنك منهم فلا يجب أن تتوقفي عن البرنامج، وسيكون برنامج المسجد معينا لك في مراجعة ما تم ابنك حفظه. أيتها المباركة .. يا رعاك الرحمن ..!! أسأل الله لك من وسيع فضله ومنّه أن ينعم عليك بحفظ أبنائك القرآن، وأن يرزقهم العمل به، وأن يرفعهم ويرفعك معهم إلى الدرجات العلى من الجنة. اللهم آمين.