النفس تواقة الى المعرفة والإلمام والاحاطة الحريصة على فقه ومعرفة دقائق الأشياء وعظائم الأمور وظلالها والوقوف عند تفاصيل المعرفة من اجل متعة العلم والتعلم والالمام من باب الاستزادة في العلم والايمان، ولعل المتصفح حين يشاهد عنوان هذا الموضوع يظن انني اليوم بصدد التحدث عن حلقة (وا..تعليماه) التي عرضت ضمن حلقات مسلسل طاش الرمضاني، نعم الحلقة بحاجة الى تسليط الضوء عليها وسبر اغوارها ولكن في مقال قادم اتناولها بما لها وعليها. عند استهلال هذا الموضوع كنت أطالع تقويم العام الدراسي 1426/1425 للهجرة فرأيت بداية الفصل الاول بتاريخ 1425/7/26ه وبداية اجازة عيد الفطر 1425/9/20ه اي بعد اسابيع دراسية، والتواريخ هذه شملت جميع مناطق ومحافظات المملكة. ولكن بعض مناطق المملكة ومحافظاتها قررت ان يكون التاسع من رمضان هو بداية الاختبارات الشهرية في حين أرجأت بعض المناطق هذه الاختبارات الى ما بعد اجازة عيد الفطر المبارك وتحديدا يوم الاثنين التاسع من شهر شوال حسب تقويم ام القرى. الادارة العامة للتربية والتعليم للبنين والبنات بالمنطقة الشرقية كانت واحدة من تلك المناطق التي اقرت ان فترة الاختبارات الشهرية ستكون بعد اجازة العيد. والآن دعنا عزيزي القارىء نتعرف على اهم سلبيات هذا التأجيل وكيف يعود بالضرر على الطالب والطالبة. كما اشرت انفا ان اجازة عيد الفطر المبارك بدات في العشرين من شهر رمضان المبارك المجموعة التي اختبرت في التاسع من رمضان اكملت الايام العشرة من شهر رمضان المبارك مستمتعة بروحانيته، واستقبلت عيد الفطر المبارك بسعادة غامرة بعد ان زال عنها هم الاختبارات الشهرية وهي الآن حرة طليقة لاتفكر الا في كيفية الاستمتاع بهذه الايام الجميلة. المجموعة الاخرى او جوقة الكادحين ارجئت اختباراتهم حتى التاسع من شهر شوال اي على شهر كامل من رصفائهم الآخرين. تصور اخي (اخيتي) هذه المعاناة: الطلاب والطالبات منقطعون عن الدراسة منذ العشرين من شهر رمضان، هذا الانقطاع تخللته مناسبة هامة وتزداد اهميتها لدى شريحة الاطفال، حيث الفرحة والمتعة والزيارات وغيرها من مشاعر الفرح! فهل نتوقع ان يعكف الطلاب والطالبات على استذكار دروسهم في هذه المناسبة، خصوصا وهم يشاهدون اقرانهم ممن انهوا هذه الاختبارات يستمتعون باوقاتهم؟! الامر الاخر ان هذه الاختبارات ستبدا في التاسع من شهر شوال حسب ماهو مجدول وتستمر حتى الثالث والعشرين من نفس الشهر، وفي العشرين من شهر ذي القعدة تبدا اختبارات الفصل الاول! سبعة وعشرون يوما تفصل ما بين الاختبارات الشهرية والاختبارات الفصلية! هل يعقل هذا؟ حدثني احد المعلمين وعلامات الامتعاض علت محياه يقول: هناك اشاعة قوية مفادها ان هذه الاختبارات الشهرية قد تؤجل حتى يوم السبت الرابع عشر من شهر شوال حسب تقويم ام القرى وهذا ان حصل فستصبح ثالثة الاثافي اذ على الطلاب والطالبات ان يستعدوا للاختبارات الشهرية والفصلية في آن واحد لا يفصلهما الا وقت قصير!! اكتفى بهذا القدر التراجيدي واترك الحكم لك عزيزي القارىء. مع هذه السريالية التعليمية!