أكدت وزارة الزراعة تعرّض المناطق الربيعية ومحاصيل زراعية تقدر مساحتها الإجمالية ب 16 ألف هكتار أصيبت بعد دخول 23 سربا من الجراد الصحراوي تمثل أولى الأسراب بعد قدومها للمملكة عبر التيارات الهوائية البحرية من دول مجاورة واستقرارها في عدة مناطق في المملكة ، وقالت الوزارة خلال حديثها ل «اليوم» إن المركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد في وزارة الزراعة وبالتنسيق مع هيئة مكافحة الجراد في المنطقة الوسطى التابعة لمنظمة الفاو للأمم المتحدة في روما الذي حذر من تعرض عدد من الدول ومن ضمنها المملكة لدخول أسراب جديدة للجراد حتى نهاية شهر مارس الجاري كون هذه الأسراب تشكل تهديداً على المراعي الخضراء في هذه الدول وضرورة التنسيق للتصدي لأي أسراب جراد جديدة قادمة من دول العالم . وكشف وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية المتحدث الرسمي للوزارة المهندس جابر الشهري عن مكافحة نحو 23 سرباً من الجراد الصحراوي وصلت للمملكة تتراوح أحجامه بين 500 و4000 هكتار ، بواقع خمسة إلى 40 كيلو متراً مربعاً من الجراد ، وأوضح المهندس الشهري أن توقعات منظمة الأغذية والزراعة الدولية تؤكد على أخذ الاستعدادات اللازمة والتأهب لمكافحة أي أسراب قادمة من الجراد ، وأن الاستعدادات ستحول دون وصول الجراد إلى المدن ، مشيراً إلى أن الوزارة كافحت نحو 16 ألف هكتار من أطوار مختلفة من الدباء في مناطق عدة من الأراضي السعودية كمناطق بدر ، رابغ ، الليث ، أملج ، والوجه ، وبيّن المهندس الشهري أن سقوط الأمطار في المناطق الشمالية والشمالية الغربية من السعودية ساعد في قدوم الجراد إلى السعودية ، وأن التوقعات تشير إلى قدوم أسراب من الجراد من السودان وجنوب شرقي مصر موضحاً أن منظمة الأغذية والزراعة الدولية في روما شددت على ضرورة مكافحة أسراب الجراد أولاً بأول ، ومراقبة حركة الرياح في الفترة الحالية المتجهة نحو الشمال الشرقي من سيناء والأردن وجنوب فلسطين ، وأشار الى أن المنظمة توصي باستمرار بتوخي الحذر وأعمال المسح المكثفة على المناطق المصابة كافة التي يتوقع وصول الجراد إليها ، وإجراء عمليات مكافحة إن لزم الأمر، وأن المنظمة تواصل عمليات المتابعة مع الدول المختلفة في المنطقة مؤكداً أن أواخر الشهر الجاري لا تصبح الظروف فيه مناسبة للجراد بالمملكة نظراً لتغير الظروف الجوية وأن الوزارة لديها استعدادات كاملة لمكافحة الجراد إضافة إلى توافر مئات الفرق وطائرات مكافحة الجراد الأرضية والجوية . من جانبه قال المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني إن الرئاسة تقوم بتزويد الجهات المسؤولة عن مكافحة الجراد باتجاهات الرياح وسرعتها لقياس المدة الزمنية التي تصل فيها أسراب الجراد حيث إن سرعة الرياح واتجاهاتها هي المعيار الذي يساعد في تحديد المناطق التي يصل إليها وبناء عليه يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية مشيرا إلى أن هناك تحذيرات رسمية من أكل الجراد نظرا للمخاطر الصحية التي يتعرض لها الإنسان بسبب المواد السامة المستخدمة في المكافحة ، وبيّن القحطاني أن الرئاسة تقوم بدراسة مستفيضة عن أنواع الجراد وتأثيره على البيئة وذلك بهدف تزويد الجهات الرسمية بالمعلومات اللازمة في هذا الجانب مما يساهم مساهمة فعالة في احتواء أضرار الجراد على الغطاء النباتي . وذكرت المنظمة أن هناك مناطق قريبة مهددة بتكاثر الجراد على نطاق محدود أبرزها المنطقة الساحلية للمملكة واليمن بالإضافة إلى تقارير أخرى تلقتها المنظمة تفيد بتفشي الجراد في الساحل الشمالي الغربي من الصومال ، ويفضل عدد من المواطنين أكل الجراد والذهاب في رحلات جماعية لاصطياده مما ساعد في قيام سوق لبيع الجراد في مثل هذه المواسم، وأدى الإقبال الكبير إلى ارتفاع أسعاره حيث يصل سعر الكيس إلى 500 ريال ، وتشهد المدن التي يتوافد إليها الجراد خصوصاً التي تقع على سواحل البحر الأحمر، قيام سوق لبيع الجراد وسط إقبال من هواة الصيد والمهتمين ، ويرى مهتمون بالجراد أن طرق المكافحة الحديثة جعلت الجراد ضاراً بالصحة مما زاد مخاوف المواطنين من الإقبال عليه، بخلاف الوضع في الماضي حيث كان تناول الجراد أمرا مقبولا لدى الكثير وخصوصا المزارعين، بينما يرى المزارعون أن الجراد يهدد منتجاتهم ويعتبر من ألد أعداء المزارع وأخطر الآفات على المنتجات الزراعية، مما دفع المزارعين إلى إتباع أساليب متنوعة لمكافحة الجراد، إما باشعال النيران وإما بغيرها من الأساليب التقليدية للمكافحة . يشار إلى أن عام 1988 كان قد شهد أكبر نزوح من نوعه للجراد الصحراوي على الساحل السعودي، الذي غطى مساحة تزيد على 1800 كيلومتر بدءا من شمال السعودية وحتى ساحل جازان مخلفا خسائر في المزروعات وتضررا على المعيشة والاقتصاد حيث تكمن خطورة الجراد في أنه يأكل ما يعادل وزنه يوميا من أوراق النبات .