العيد مناسبة سعيدة منذ ان بدأت البشرية في ارتقاء السلم الحضاري ومهما كانت الظروف الا ان العيد يظل من اهم المناسبات الاجتماعية خاصة اعيادنا الدينية نحن المسلمين والذي يستوجب منا الشكر والحمد على نعم الله الكثيرة، وموعدنا مع العيد موعدنا مع الفرح، اتمام الطاعة لخالقنا عيد، وعلاقتنا المتميزة مع الله جلت قدرته عيد، ومسحة على شعر يتيم عيد، وابتسامة في وجه مسلم عيد، ولمسة حنان لمن يحتاج عيد، وبراءة الاطفال وضحكاتهم الراقصة على انغام شذا العيد والتي لا يتسع الكون لصداها عيد والوان قوس قزح التي يرتدونها عيد، وعالم المرح والفرح الطفولي عيد ونقاء النفوس عيد، وتوافد الكبار على المساجد كأسراب النورس الجميلة لكسب الجائزة والتنافس على الربح عيد، والاجتماع بالاهل والاصدقاء عيد، وتبادل التهاني والهدايا مما يزيد في تقوية الروابط الاجتماعية ووشائج المحبة وتأليف القلوب عيد. وابحارنا في بحور ذكريات طفولتنا ايضا عيد، وربما يبحر فقيرنا في نفس البحور ويستعيد الذكريات المليئة بالآلام والاحزان ويزداد كمدا فيمد يده للاقتراض ليحقق لصغاره حلما حرمت منه طفولته ولو بأقل القليل والمبادرة بالاحسان اليه ثم انتشاله من مستنقع الذل والمسألة عيد، وفي زراعة بذور التكافل والتراحم في كل مكان عيد، فلماذا نشوه ملامح العيد ونفقده جوهره وروحه المحلقة بمضمونه السامي بتشاؤم مرفوض ونحن باستطاعتنا ان نكون صناع اعياد يومية ونجعل كل يوم من ايامنا عيدا ليتألق عيدنا اكثر فأكثر؟ نحن البعض ونحن الكل وكلنا لبعضنا وبعضنا لكلنا عيد، وبالرغم مما يحدث من حولنا في عالمنا المسلم من موت وقتل ودمار وهبوب رياح عاصفة بما لا تشتهي سفننا مؤلم ولكننا مسلمون والمسلم لا يقنط من روح الله وحتما سيأتي عيد باذن الله مكللا بنصر كبير وان طال الزمن او قصر. والله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.