المطلع على زاوية ( هلا وغلا ) التي خصصت للردود على قرائنا الأفاضل وأصحاب المشاركات يلحظ أن أغلب الردود هي اعتذار عن عدم النشر , ودائماً ما نوضح أسباب الاعتذار وجوانب النقص في المشاركات لإيماننا الشديد بأن من حق من تواصل معنا وكلف نفسه مشقة الكتابة لنا الرد عليه والاهتمام الكامل برسالته. لم نعتد هنا وعبر هذه الصفحات أن نهمش أو نتجاهل أحد, وما ردودنا الأسبوعية على من يتواصلون معنا إلا دليل حرصنا الكامل على هذا التواصل الذي نأمل ألا ينقطع مهما تكررت اعتذاراتنا عن عدم النشر. أغلب ما يعيق نشر المشاركات هو (الوزن) والوزن في القصيدة من أهم الأسس وإذا خلت منه مشاركة فإنها لا تستحق مسمى قصيدة مهما كانت مكتملة في مفرداتها وصورها وقوافيها , وهذا المبرر الذي نسوقه غالباً عند ردودنا على مشاركات المبتدئين في الشعر يجد تفهماً من بعضهم ورفضاً من الكثير منهم, وعادة ما يفلح الذين يتفهمون وجهة نظرنا حيال مكامن النقص في مشاركاتهم في تجاوز أخطاء البدايات ونسعد بهم وهم يقدمون لنا في كل مرة الأجمل والأكمل. أما أولئك الذين لا يرتاحون لآرائنا ويعتبرون اعتذاراتنا المكررة لهم بمثابة إقصاء لهم وتكسير لمجاديفهم , ويصرون على أن مشاركاتهم مكتملة فهؤلاء نعرف سلفاً أنهم لن يتجاوزوا مأزقهم مع الشعر لأنهم في الأصل لا يمتلكون الموهبة الحقيقية لكتابة الشعر , فالشاعر الموهوب ذو حس مرهف ويتنبه لكل صغيرة وكبيرة ويحرص على أن يظهر بأفضل صورة فيما يكتب ولهذا السبب تراه يترقب بشغف آراء من سبقوه في التجربة ليوجهوه ويقيموا محاولاته ومع الوقت يصبح شاعراً متمكناً وربما يتفوق على من وجهوه في البداية وأخلصوا له في المشورة.