والحق ان ابا القاسم المجريطي يعتبر من نوابغ علماء العرب والمسلمين في الاندلس، بل بالعالم العربي والاسلامي حينذاك، اذ كان موسوعة زمانه في جميع فروع المعرفة. والجدير بالذكر انه بدأ حركته العلمية في العلوم البحتة لاعتقاده القوي انها ضرورية للعباقرة، حيث انها الاساس للبناء العلمي. ويقول بوضوح ديفيد يوجين سمث في كتابه تاريخ الرياضيات "ان ابا القاسم مسلمة بن احمد المجريطي الذي توفي عام 1007 ميلادية تقريبا كان مغرما بالاعداد المتحابة، ومشهورا في تفوقه على غيره من علماء العرب والمسلمين في الاندلس بعلمي الفلك والهندسة". كان لابي القاسم المجريطي اهتمامات رائعة باسهامات علماء العرب والمسلمين الاوائل في العلوم البحتة والتطبيقية لذا درسها ودرسها بطريقة فائقة النظير، ويظهر ذلك من قول سيد حسين نصر في كتابه العلوم والحضارة في الاسلام (عرف ابو القاسم المجريطي عند الاوروبيين بانه اول من علق على الخريطة الفلكية لبطليموس، ورسائل اخوان الصفا والجداول الفلكية لمحمد بن موسى الخوارزمي من علماء العرب والمسلمين في الاندلس. كان له شهرة عظيمة في الرياضيات والفلك اضافة الى ما ناله من احترام وتقدير لمجهوداته الرائعة في ميدان علم الكيمياء). كان ابو القاسم المجريطي يفخر وبقوة هائلة في انتمائه لعلماء العرب والمسلمين لذا عمل كل مافي وسعه ان يقوي استخدام التاريخ الهجري بين علماء العرب والمسلمين في الاندلس في مؤلفاتهم. ويقول جورج سارتون في كتابه المدخل الى تاريخ العلوم (ان ابا القاسم مسلمة بن احمد المجريطي نال شهرة عظيمة بتحريره لزيج الخوارزمي، واضافاته البناءة له وصرف تاريخه الفارسي الى التاريخ الهجري، ووضع اوساط الكواكب لاول تاريخ الهجرة وزيادته في جداول جديدة).