أعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية نقلا عن مصادر فلسطينية، أن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (75 عاما) فقد الوعي بعد أن تدهورت صحته الليلة الماضية، لكن مستشاره الرئاسي نبيل أبوردينة اكتفى بالقول للصحفيين قبيل منتصف الليل إن صحته مستقرة ويتابعها طاقم من الأطباء الفلسطينيين والتونسيين.ونقل تلفزيون اسرائيل عن مصدر فلسطيني القول ان عرفات تدهورت صحته. وقال راديو اسرائيل إنه فقد وعيه ولم يتضح اذا كان قد استعاده عند منتصف الليل.ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤولين في السلطة الفلسطينية طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن عرفات مريض جدا جدا. وفي الوقت الذي توجه فيه طبيبه الأردني الخاص أشرف الكردي (استشاري أعصاب) من عمان الى رام الله الليلة الماضية استدعيت الى مقره القيادة الفلسطينية بكامل هيئتها وأعلنت حالة الاستنفار في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بسبب خطورة وضع الزعيم الفلسطيني. وقال الوزير الفلسطيني حسن ابو لبدة لتلفزيون (سي إن إن) إن عرفات في وضع صحي حرج. وقد شوهدت سيارات اسعاف تدخل الى مقر المقاطعة المدمر الذي يضم مكتب عرفات المحاصر الليلة الماضية. وذكرت مصادر فلسطينية ان محمود عباس امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واحمد قريع رئيس الوزراء وصلا الى مقر الرئيس عرفات كما وصل الطاقم الطبي التونسي لاجراء فحوصات للرئيس عرفات. وقالت مصادر فلسطينية في مقر الرئيس عرفات إن مدير مستشفى رام الله وصل مساء امس إلى المقر من أجل فحص مدى استعداد المستشفى لاستيعاب الزعيم الفلسطيني. وقالت هذه المصادر إن سيارات إسعاف فلسطينية هرعت إلى مقر عرفات وقامت بإنزال كميات من الادوية والمعدات الطبية. وقال العاملون في مقر المقاطعة إن عرفات بدا امس شاحبا وبطيء الحركة وإنه من المحتمل أن يضطر إلى إجراء عملية جراحية. ومن المفترض أن يلتقي عرفات في مقره اليوم بوزيرة خارجية لوكسمبورج جان اسلبورن في الوقت الذي نفى الاطباء والمسئولون الفلسطينيون إصابته بسرطان الامعاء أو حصوات في المرارة، مؤكدين أن الامر لا يتعدى الاصابة بنزلة برد حادة. وسيكون اللقاء مناسبة لاول ظهور علني لعرفات منذ أسبوعين حيث راجت تقارير عن تدهور حالته الصحية الى حد أن أعلنت مصادر اسرائيلية وفاته. ومنذ عامين لا يكاد الزعيم الفلسطيني المخضرم يستنشق هواء صحوا في مقره بعد الاجتياح الاسرائيلي لأراضي الحكم الذاتي. ويرفض عرفات مغادرة مقره الرئاسي خشية مكر اسرائيلي. واعتبر طبيب فلسطيني رفض ذكر اسمه إن البرد (أنفلونزا) الذي أصاب عرفات أثر على معدته بسبب عمره ونشاطه وظروف معيشته مما قد يشكل خطرا على حياته نظرا لعمره. وقال إن عرفات كان يشكو من حصوات بالمرارة في أوائل العام الحالي ولكنها لم تكن من النوع الذي قد يسبب ضررا جديا له. وأصبحت الحالة الصحية للرئيس عرفات مثارا للتكهنات خلال الاعوام الاخيرة وبعد إصابته بالوعكة الاخيرة قامت فرق طبية فلسطينية ومصرية وتونسية بفحصه في الاسبوع الماضي. وقال شاكر حبش أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني المقربين إن إصابة الانفلونزا التي تعرض لها عرفات قبل أسبوعين ساءت لانه لم يحظ بقسط كاف من الراحة. وقال عقب زيارة مقر عرفات: الرئيس في حالة جيدة لكنه في حاجة للراحة والعلاج المناسب، أبلغنا عرفات بضرورة الراحة وعدم لقاء أحد. وأشار حبش إلى أن الاطباء نصحوا عرفات بالراحة لبضعة أيام للتعافي. وقال الطبيب إن الظروف المعيشية لعرفات لا تساعده أيضا فهو يقيم ويعمل فيما يشبه الزنزانة .. وهذا النوع من البيئة غير صحي بالمرة. الزعيم الفلسطيني.. مشوار طويل من الثورة والدبلوماسية