(غدر الزمان يا قلبي ما لهوش أمان وحا ييجي يوم تحتاج لحبة إيمان قلبي ارتجف أأ من بايه؟ أأمن بايه محتار بقالي زمان عجبي أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام وحيد ولكن بين ضلوعي زحام خايف ولكن خوفي منى انا اخرس.. ولكن قلبي مليان كلام عجبي سهير ليالي وياما لفيت وطفت وفي ليله راجع في الظلام قمت وشفت الخوف.. كأنه كلب سد الطريق وكنت عاوز أقتله.. بس خفت عجبي) يعلق المفكر الكبير الدكتور حسين مروه على هذه الابيات للشاعر الرائع صلاح جاهين قائلا: (خوف؟ وخوف من الخوف؟ لم كل هذا؟ ومن أين لمثل صلاح جاهين ان يسد عليه الخوف كل طريقه وهو الذي لم يخف من معركة القتال ذاتها، بل حمل يومئذ كلمته الشجاعة في المعركة ليجعلها فانوسا يقود المناضلين في مهرجان الفرح؟ أليس هذا يعني ان صلاح جاهين (الرباعيات) يعبر عن أزمة المخاض الكبير بالذات؟) حسين مروة دراسات نقدية ص 137. هنا اختلف مع مفكرنا الكبير فالشاعر جاهين كان مصابا بمرض الاكتئاب الشديد، وما عبر عنه بالخوف ما هو إلا احد اعراض هذا المرض اللئيم. ان جاهين يملؤه الايمان من الرأس إلى القدم ان شعره يشهد على هذا، ولكن هذا المرض دفعه الى ان يقول: بيجي يوم تحتاج لحبة ايمان، ثم يتبع هذا بالاستفهام الفاجع: أأ من بايه؟ أأ من بايه. محتار بقالي زمان؟ وحتى اذا كان جاهين خائفا فليس هذا مستغربا لان ثقافتنا برمتها ثقافة خوف ففي كتابه (من هنا يبدأ التغيير) وتحت عنوان (شيء من الخوف) كتب تركي الحمد ص 44: (نحن قوم مسكونون بالخوف. والمسكون بالخوف لا يمكن ان يكون قادرا على التعامل مع العصر الحديث بكل قيمه وايقاعاته ومشكلاته واشكالياته.. الخوف يعني الجمود وعدم الحركة والانعزال وهذه أمور لا يعترف بها هذا العصر القائم على الانفتاح والتغير المستمر والتجدد الدائم). هل صحيح ما يقوله تركي الحمد؟ فكر جيدا