وصلنا في هذه المحطة الى نهاية مشوار ندوة توثيق تاريخ الأندية بالمنطقة الشرقية التي استضافتها خيمة جمال العلي الرمضانية، حيث تعد الندوة مفتاحا لمشوار تدقيقي أكثر تعبا مما مضى، خاصة ان الندوة أعطت العناوين الرئيسية، وبقيت التفاصيل التي تحتاج لعامل الوقت من أجل تدقيقها وأيضا تدوينها من أجل توثيق أشمل وأدق. ولعلنا هنا نذكر ان هناك الكثير من المشاركين في الندوة طالبوا بأن تكون هناك ندوة أخرى تناقش الموضوع نفسه، ولكن بحضور رجالات الأندية القدامى، وايضا بعض المسؤولين الرياضيين في شركة أرامكو ممن عاصروا الانطلاقة لرياضة المنطقة الشرقية، لأن آراء المسؤولين في أرامكو وخاصة القدامى ستكون مهمة في فصل الكثير من النقاشات الخلافية، خاصة ان هناك الكثير من هذه الشركة خاصة الذين عاصروا الجاليات الأجنبية التي شكلت فرقا في تلك الحقبة ولعبت مع أندية المنطقة. الندوة البداية وليست النهاية يرى الكثير من الرياضيين أن الندوة هي البداية وليست النهاية، حيث ان الآراء التي طرحت في الندوة هي عبارة عن افتتاحيات لا أكثر، وهذه تحتاج الى توثيق أكثر حتى يتسنى للجميع الاستفادة منها. ويؤيد هذا الاتجاه جمال العلي صاحب الدعوة الذي قال: إن توثيق تاريخ أندية المنطقة الشرقية لا يمكن أن يختصر في ندوة واحدة، بل يحتاج لعمل دؤوب ومقابلات مع رجالات الأندية والقدامى وايضا كل رياضي بالمنطقة الشرقية له مثل هذه الاهتمامات، خاصة ان هناك الكثير من المواضيع قد تكون غير معلومة وغير معروفة حتى على كبار الرياضيين بالمنطقة الشرقية، ووجه العلي الدعوة الى كل رياضي بالمنطقة الشرقية يحمل مثل هذا التوجه افادة اللجنة القائمة على هذا العمل من أجل دعم هذه الفكرة بالحقائق والمعلومات الصحيحة. البلوشي يتحدى ومن أكثر القصص التي لفتت انتباه الحضور في الندوة هي طريقة تفكير الرياضيين السابقين واهتمامهم بالجانب العلمي، حيث ذكر أول رئيس لنادي القادسية علي البلوشي ان نادي القادسية فتح مدرسة مسائية بالنادي لتعليم اللغة الانجليزية، مشيرا الى ان نادي القادسية كان حريصا على الجانب العلمي، لذلك (والكلام للبلوشي) فإن معظم لاعبي القادسية في الماضي هم حاليا في مناصب علمية وادارية رفيعة، وهذا راجع الى الاهتمام التعليمي الذي كان سائدا في نادي القادسية منذ تأسيسه، وذكر عبدالله جمعة الدوسري رئيس شركة أرامكو وصالح جاسم الدوسري مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية وغيرهما، وتحدى البلوشي ان يضاهي أي ناد في الشرقية نادي القادسية في التعليم، حيث ذكر ان معظم لاعبي القادسية تحولوا بعد ذلك الى مراتب علمية كبيرة. أبو ياسين يروي البداية قال السوداني أبو ياسين أحد أبرز المعاصرين لبدايات الحركة الرياضية في المنطقة الشرقية أنهم بدأوا الرياضة في مدينة الظهران بعد أن كانوا قد جاءوا من بلادهم والتقوا بأناس من الصومال وايطاليا فاتفقوا مع الايطاليين على لعب مباراة ودية أمامهم ولعبوا ذلك اللقاء ب9 لاعبين في كل فريق بسبب تأخر الايطاليين في الخروج من المطار وفزنا عليهم وكان هناك رجل اسمه محمد فرقصلي فكان المسؤول الأول والأخير عن الفريق لأنه دعمنا وعن طريق ارامكو بالملابس الرياضية والمال وغيرها. وأضاف: أستطيع القول ان البداية كانت من الظهران لكن الأساس الحقيقي للرياضة كان في الخبر وكانت البداية الحقيقية كما أذكر عام 1947م في الشهر الرابع من ذلك العام. وأشاد كثيرا باللاعب السابق سالم فيروز وقال انه يعتبر لاعبا فريدا من نوعه في المنطقة الشرقية وسعيت جادا لنقله للعب في صفوف فريق الاتحاد في جدة لكن عندما جئت لإنهاء أمور انتقاله قالوا لي انه ذهب للاحتراف في قطر وكان بالفعل هدافا كبيرا. كما اعتبر ان عبدالله فرج الصقر يعد اسما لامعا وركيزة هامة في تطور الرياضة بالمنطقة مشيرا الى أنه رشحه ليكون مسؤولا عن رياضة الشرقية عندما كان يعمل مدرسا وكان قد رشحه لهذا المنصب عندما جاءت لجنة من الحجاز مكونة من شخصين أحدهما اسمه (العليق) والآخر اسمه عبدالله كعكي حيث التقيت بهما في الخبر وكان في ذلك الوقت الأخ عبدالله فرج يعاني كسرا في رجله بعد مشاركته في احدى مباريات كرة القدم، وقلت لهم ان الخبر هي أم الرياضة في الشرقية ولذا فإن هذا الرجل هو المناسب وبعد أن تم تعيين الفرج مديراً لرعاية الشباب بالمنطقة سهل لنا الكثير من الأمور وكان الرجل المناسب في المكان المناسب وقدم خدمات كبيرة رغم كل الصعوبات. المرزوق يتدخل مرة أخرى أما محمد المرزوق ففضل الاجابة بشكل سطحي أثناء مداخلته عن مؤسسي الرياضة في الدمام فذكر ان هناك اناسا لهم أياد بيضاء في الرياضة منهم عبدالله بن حسين وفارس الحامد من جانب الاتفاق وناصر السنيد (رحمه الله) من جانب النهضة قبل ان يتولى ابن اخيه النهضاوي المعروف فهد السنيد المهمة مكانه وكان النهضة اسمه الشعب قبل ان يصبح باسمه الحالي كما ان هناك أبناء البوعلي وناصر القلاف (رحمه الله) وصالح بوكلاب وجميل غلام وديدا المسعودي وبعدهم بفترة عبدالعزيز العومي وغيرهم. وأشار المرزوق إلى أن الروايات التي يعرفها سمع الكثير منها من عيسى بو مجيد حيث أنه لم يعاصر بنفسه بدايات الحركة الرياضية وكان بومجيد متواجدا في الندوة مما جعل المرزوق يعطيه الأولوية في ذكر رواياته أمام الحضور فقال بومجيد: الرياضة بدأت في الدمام عام 1945م عن طريق فريقي الاتفاق والشعب الذي ظهر على الساحة بذلك الاسم قبل ان يتحول للنهضة فيما احتفظ الاتفاق باسمه حتى الان. وبعد فريقي الاتفاق والشعب ظهر فريق الشباب ثم السلام واسس الاتفاق ابناء المخيمر وحسن الدوسري وغيرهم وكان اللاعب ابراهيم الفصمة يلعب للشعب قبل ان ينتقل للاتفاق. عويدان يدلي بدلوه محمد عويدان احد الرياضيين القدامى تداخل وذكر قصة تخص الرياضة بالاحساء فقال في عام 1376ه غادرت للاحساء من اجل دراسة المرحلة الثانوية فالتقيت ببعض الاشخاص ومنهم عبدالله العميد ومحمد السليمان وصالح الرشيد واحمد الرشيد ويوسف فرحان فسألتهم هل تتوافر لديهم كرة القدم حتى نمارس اللعبة اوقات الفراغ هناك فقالوا ان الكرة موجودة لديهم لكنهم ينتظرون عودة عدد من عمال ارامكو الذين يعملون في بقيق.. وفي تلك الفترة اسسنا فريق البدر. وكنت قد لعبت مع فريق الشرار بالخبر كحارس مرمى وللمعلومية انا كنت مختلفا بين زملائي حيث كنت البس الملابس الرياضية في الوقت الذي يحرصون فيه على لبس الثياب والبشوت وغيرها من الازياء الرسمية. البلوشي يرد ويدافع علي البلوشي كان له تداخل آخر فذكر قصة حصلت له عندما كان لاعبا فقال في احدى المباريات التي لعبتها في العزيزية قمت بضرب احد اللاعبين الايطاليين فتم اعتقالي من الشرطة فقام مجموعة كبيرة من ابناء الصبيخة بالذهاب لمركز الشرطة وطالبوا باطلاق سراحي وشددوا على انهم لن يغادروا الموقع الا وانا متواجد معهم فجاء مدير الشرطة فطالب باطلاق سراحي قائلا لمن يعملون معه هل تريدون فضحنا!! وعندما ذهبت للمنزل لم اعرف كيفية تفسير هذا الامر للوالد والذي قال لي: هل تريد ان تسجن وتفضحنا امام الناس وتسود سجلنا فرددت عليه بالقول هو ضربني ورددت عليه وانتهى..! الدليجان يرد على العويدان حسن الدليجان كانت له مداخلة اخرى علق خلالها على كلام محمد العويدان وقال انه اصاب في ذكره مرحلة هامة في تاريخ كرة القدم بالاحساء مشيرا الى ان من ذكرهم العويدان كان لهم دور كبير في استقطاب العديد من الطلاب الذين اقاموا في الاحساء من اجل تكملة المرحلة الثانوية وتأسس على اثر ذلك عدة فرق في تلك الفترة. واشار الى ان هناك مجموعة كبيرة من الرعيل الاول والثاني كانوا ابرز من خدموا الكرة في المملكة عن طريق فرق واندية الاحساء وابرزهم في الفترة القليلة الماضية حمد الخاتم الذي لعب وتولى مناصب في العديد من المنتخبات الوطنية. داوود يفضح باخشب وتكملة للمواقف الطريفة لم يفوت اللاعب النهضاوي السابق احمد داوود فرصة الحديث عما حصل بين اللاعبين عبدالرحمن باخشب من القادسية وعبدالله يحيى من الاتفاق وذكر انه ايضا تعرض في احدى مباريات فريقه امام القادسية لاحد انواع الخشونة المتعمدة من اللاعب باخشب. كما ان الحارس القدساوي السابق سالم الماص رفض بشدة الادلاء بأي شيء حول ما حدث بينه وبين مهاجم الاتفاق السابق محمد الفصمة حيث تعرض الاخير لكسر في احد اضلاعه اثر احتكاكه مع الحارس وباءت بالفشل كل المحاولات التي كانت من اجل قيام الماص بشرح ما حدث امام الحضور، وكان الحارس نفسه قد كشف ل (الميدان) قبل اشهر ما حصل بينه وبين الفصمة في ذلك اللقاء. فيروز سعيد باللقاءات من جانبه قال النجم الكبير السابق سالم فيروز ل (الميدان) انه سعيد بحضور هذه الندوة والالتقاء بالعديد من الزملاء بعد ان غابت انظاره عنهم لسنوات طويلة، واشاد بمثل هذه الندوات التي تجمع الرياضيين تحت سقف واحد مؤكدا ان لها فوائد كثيرة وتساهم في اعتزاز اهالي الشرقية بتاريخهم الرياضي العريق كما تجعل ابناء الجيل الحالي حريصين على تجاوز كل الصعاب كما فعلنا في الجيل الماضي. وتمنى الا تنقطع مثل هذه اللقاءات الجميلة مقدما للجنة المنظمة كل الشكر والتقدير. المكرمون بعد نهاية الندوة @ عبدالله فرج الصقر @ صالح الراشد @ علي البلوشي @ سيف الحسيني @ حامد العبيدلي @ عيسى بو مجيد @ محمد المرزوق @ بادي هزاع @ عبدالرحمن القصاب (شمروخ) @ عبدالقادر ابو ياسين @ علوي الخباز (نيابة عن قدامى القطيف) @ حسن الدليجان (نيابة عن قدامى الاحساء) هكذا انتهى اللقاء حمد الخاتم والزميل محمد البكر وجمال العلي