مرحبا رمضان ووداعا رمضان، استقبال فوداع. فما ان نستقبل هذا الشهر الكريم حتى تنقضى ايامه المباركة والسعيد الذي يغتنم كل لحظة فيه، شهر خصه الله بالتشريف والتكريم، شهر الغفران والعتق من النار ايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي تتضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات، وفي الحديث القدسي (الصوم لي وانا اجزي به) ولكننا بسبب عشوائيتنا قد نحرم الكثير من خيراته بكثرة المهاترات والمشاجرات والغيبة والنميمة والتلفظ بكلمات لا تليق في الاسواق وفي اماكن العمل فهل صمنا حقا؟ وهل الصيام جوع وعطش وترك العنان للجوارح تفعل ما تريد؟ ولماذا نسرف في اللهو والسهر امام شاشات التلفزة لمتابعة الفضائيات التي تبث البرامج الاباحية وتغتال اجر الصائمين؟ وفي التفنن في ما لذ وطاب حتى صار الشهر الكريم شهر التخمة لا شهر العبادة وكأن مائدة افطار الاسرة الواحدة سيتناولها جيش، احساس الصائم بمرارة الجوع يجعله يشعر باخيه الفقير ويتذكره والتخمة تمنع هذا الشعور، وعشوائيات كثيرة تحدث كالتزاحم الشديد في الاسواق وتتنوع السلبيات لتتمثل في الخطر الوارد في السرعة الجنونية قبل موعد الافطار والضرب بقواعد المرور عرض الحائط وكأننا سنموت من الجوع لو تمهلنا قليلا وتقيدنا بالنظام وتفادينا الحوادث، لا اعتقد ان غروب الشمس يفاجئ الناس ولا اعتقد ان اي انسان لا يحمل ساعة ولا اعتقد ان سبب التأخير العمل خاصة واننا مسلمون وفي بلد اسلامي يقدس هذا الشهر، ولكنها السلبية والعشوائية وعدم النظام، تجمع الاسرة على مائدة الافطار اجمل فرحة دينية وحميمية اسرية وجو روحاني فلماذا نحرم منه ونحرم غيرنا بسلبيات لا داعي منها؟ هذه الايام شواهد للطائعين منا الذين يفهمون هذا الشهر ويسمون بانفسهم عن المظاهر الحيوانية ويتحررون من شهوات انفسهم وايضا هي شواهد على الذين يجعلون الصوم عادة لا عبادة، ابواب الشر كثيرة وابواب الخير اكثر فأيهما نختار؟ كيف نفهم رمضان؟ اتمنى للجميع الثواب الكبير في رمضان المبارك والفوز بالجائزة.