صدر حديثا عن مكتبة التوبة بالرياض كتاب (آفاق فكرية وشجون تربوية) لمؤلفه عبدالله بن حمد الحقيل وهو صاحب عدة مؤلفات ويهتم بالجوانب الفكرية والتربوية اضافة الى جوانب اخرى عديدة حيث تصل مؤلفاته المطبوعة الى تسعة عشر كتابا موزعة بين ادب الرحلات والكتابة الصحفية فضلا عن الكتابة في الجوانب التربوية. وهذا الكتاب الذي جاء منوعا وشاملا جوانب مختلفة من الحياة احتوى على موضوعات فكرية وحضارية وتربوية وثقافية كتبت في فترات متباعدة, حيث يقول الكاتب في المقدمة لاشك ان الثقافة في عمقها وجوهرها هي القدرة على المشاركة في صنع الحاضر وصياغة المستقبل واصفا الادب بانه جزء من الثقافة حيث يعبر عنه بانه احد الوان الفنون التعبيرية الفذة واداة اصلاح يشد كيان الامة ويقوي عزيمتها ويشد من ازرها ويسهم في توعيتها بسديد القول وسحر البيان. وفي القسم الاول من الكتاب والذي جاء تحت عنوان (سوانح فكرية) تحدث عن الادب الهادف والنقد البناء مشيرا الى اهمية عدم المبالغة والتهويل في صياغة المقال الادبي مؤكدا ان الادب سيبقى خير سجل للمشاعر الانسانية لانه يرسم خلجات النفس وصدق الاحاسيس وتحدث الكاتب ايضا عن الرؤية المستقبلية للعمل الثقافي. والشعر بوصفه جوهر الابداع وكذلك التراث البلاغي ومواضع اخرى كثيرة حيث استغرق هذا القسم الجزء الاكبر من الكتابة تمثل في 140 صفحة. وجاء القسم الثاني بعنوان (شجون تربوية) حيث ركز في هذه المجموعة من المقالات على البعد التربوي والفكري في حياة الانسان فتحت عنوان الاخلاق اهم اسس بناء الشخصية الانسانية تحدث عن اهمية التربية وانها تعد ناقصة اذا اهتمت بكل شيء في شخصية الفرد والمجتمع واهملت الاخلاق, مشيرا الى ان التربية الكاملة هي التي تتخذ الاخلاق نبراسا واساسا في عملية تكوين الشخصية الانسانية سواء للفرد او للمجتمع. وانطلق من ذلك الى الحديث عن تطوير المناهج باعتبارها اهم عناصر منظومة التعليم, مؤكدا اهمية هذا الجانب في صياغة شخصية الانسان تربويا وفكريا. وفي محاولة لاسباغ جانب من التأكيد على اهمية مقالاته ذكر المؤلف مواقف من حياته ومن حياة بعض الشخصيات المتعلقة بالجانب التربوي والتعليمي لكي يعطي نوعا من الحيوية ويدلل بها على صدق ما يعطيه من مواقف ورؤى في الجوانب المختلفة. واختتم المؤلف كتابه بمقالة عن التربية باعتبارها صيغة اساسية لبناء الانسان ركز فيها على ان التعليم يهدف الى تهيئة الشباب للحياة فكريا وسلوكيا ومعرفيا, واعداد الانسان للمستقبل, مشيرا في هذا الجانب الى دور الدراسات المنهجية الواعية واصفا اياها بانها ناحية جوهرية تكمن فيما سيحمله المستقبل من تحديات هائلة ومتسارعة ومتنوعة. ويبدو الكتاب على تنوعه وكثرة مواضيعه مفيدا للقراءة سواء من قبل التربويين والمختصين او للقارئ العادي حيث يعد زادا طيبا للاطلاع على بعض الجوانب التربوية والفكرية من خلال مجموعة من المقالات. @ المؤلف: عبدالله بن حمد الحقيل الناشر: مكتبة التوبة الرياض عدد الصفحات: 170 من القطع الكبير