في ظل تعدد وسائط المعرفة يتساءل الكاتب إبراهيم عبد الكريم الحسين المتخصص في نظم الجودة الشاملة في التربية والتعليم، في كتابه الجديد (مهارات التفوق الدراسي) الذي صدر منذ مدة في دمشق هل يمكن لمدارسنا أن تعد طلاباً قادرين على التكيف مع متغيرا ت العصر ويقودون التغيير في مجتمعاتهم؟ وهل تملك مدارسنا نظم الجودة في التربية التي تمكنها من إعداد زبائنها من الطلاب لسوق العمل بمهارات عالية الأداء.؟ تضمن الكتاب في الجزء الأول منه ستة فصول ( التفوق في عصر المعلومات- مهارة التفكير الابتكاري- مهارة إدارة وتنظيم الوقت - مهارة المذاكرة الناجحة -مهارة الفهم والاستيعاب - مهارة الاستعداد للاختبار). المهم في فصول الكتاب أنها عملية فمن خلالها يستطيع أبناؤنا تعلمها بشكل ذاتي من خلال قراءتها بشكل مباشر من الكتاب وهذا ما تفتقر إليه العديد من الكتب التي تركز على النظرية فقط. تناول الفصل الأول مفهوم التفوق في عصر المعلومات، وضرورة اتجاه مدارسنا نحو الجودة لتحقيق التميز والإبداع، فالعقول البشرية المبدعة أصبحت الثروة الحقيقية للأمم في عصر التقانة والمعلوماتية. أما الفصل الثاني فتحدث عن مهارة التفكير الابتكاري، ويشير الكاتب أنه ولأهمية الإبداع فقد اتجهت العديد من الدول المتقدمة إلى تخصيص ساعات أسبوعية لتعليم التفكير وتنميته، ويشير الفصل إلى دور المدرسة في تهيئة المناخ الملائم لتنمية التفكير الابتكاري عند الطلاب.والكتاب في فصله الثالث تضمن مهارة إدارة الوقت وتنظيمه، ويساعد هذا الفصل الطالب على كيفية إدارته لوقته من خلال برنامج عملي متميز. ويبين الكاتب أن طلبتنا في المدارس من اكبر شرائح المجتمع التي تعاني هدر الوقت، ويعود هذا بنظره الى تعدد وسائل الترفيه والتسلية والطالب في مدارسنا العربية يبدأ عامه الدراسي ولا يشعر بمرور الوقت ويتفاجأ بالاختبارات على الأبواب، هذا الأمر يجعل من أهمية تعلم الطالب لمهارة إدارة الوقت ضرورة لتحسين إنتاجيته. في الفصل الرابع تناول الكاتب مهارة المذاكرة الناجحة، ونحن نعرف الكثير من طلبتنا يشتكون من إنهم يقضون ساعات طويلة في المذاكرة لكن نتائج الاختبارات تأتي أدنى من توقعاتهم، وهذا الفصل يقدم للطالب خطوات عملية يتوجب على الطالب أن يسلكها للوصول إلى هدفه في التفوق. وتناول الفصل الخامس مهارة الفهم والاستيعاب فالتعلم المتقن الذي يحقق للطالب التفوق الدراسي يحتاج إلى فهم المادة واستيعابها. أما الفصل السادس فتناول مهارة الاستعداد للاختبارات وينتقد المؤلف نظام الاختبارات في مدارسنا ويحمله جزءا من مسئولية تدني مخرجات التعليم، فالمدرسة بكل عناصرها تبرمج الطالب منذ بداية العام الدراسي نحو الاختبارات وبالتالي يضع الطالب والمعلم بل المدرسة الاختبارات كهدف للتعلم، ويشير الكاتب إلى أهمية أن نوجه الطالب نحو الاهتمام بعمليات التعلم وتحسينها فالاختبارات عند ذلك ستهتم بنفسها في حينها. لا يكتفي كتاب مهارات التفوق الدراسي، بتقرير الحاجة إلى نظم تربوية قادرة على الاستجابة لتغيرات العصر، ولا يكفيه أن يؤكد أهمية المرونة والابتكار والتعليم الذاتي في عصر التغير وعصر المعلومات، بل يحاول أن يترجم التربية المرجوة المنشودة إلى مهارات ومواقف واستعدادات يتم تكوينها في المنزل والمدرسة والمجتمع بوجه عام. التفوق الدراسي سلسلة الرضا للمعلومات دمشق عدد الصفحات 110