سعادة الدكتور/ ناصح الرشيد حفظه الله عندما تزوجت منذ بضع سنين كنت احلم بحياة زوجية هانئة واسرة صغيرة تضم بين جناحيها أطفالا صغارا لكن الواقع كان عكس ما حلمت به فقد جاء الزوج بطبيعة لاتنسجم مع طبيعتي، اما الامومة تلك الامنية التي كنت انتظرها بفارغ الصبر فقد مارستها دون احساس.. وهنا تكمن مشكلتي التي تؤرقني ليل نهار.. فأنا باختصار ام (غير صالحة) اذ انني لا اهتم بشؤون اطفالي والخادمة هي الي ترعاهم من جميع النواحي فهي توقظهم صباحا وتجهزهم للانطلاق الى مدارسهم بينما اكون انا في نوم عميق.. وهي التي تعد طعام الغداء وتضعه امامهم عند عودتهم من المدرسة. كما انها تجلس معهم عند اداء واجباتهم الدراسية فترسم للأول الخريطة في دفتر الجغرافيا وتسطر للثاني دفاتره وترسم للثالث بكراسة الفنية. وبعد الانتهاء من الواجبات تشرف عليهم اثناء استحمامهم ثم تجهز لهم طعام العشاء وتلبسهم ملابس النوم.. وقد تتساءل اين انا وسأجيبك بانني موجودة جسدا فقط دون احساس حيث اقضي وقتي بمشاهدة التلفاز او قراءة المجلات او الحديث بالهاتف او النوم او الخروج مع الصديقات. انا اتعذب من داخلي وضميري يؤنبني.. وقد حاولت تغيير نظامي فلم اتمكن. اما بالنسبة لزوجي فهو مشغول طوال الوقت في عمله ثم في السهر مع اصدقائه الى الفجر. ألست ترى انني ام سيئة ولا استحق نعمة الامومة؟ ساعدني لأحسن من نفسي. @@ أم عبدالرحمن هناك فرصة الأخت/ أم عبدالرحمن اقدر لك صراحتك وجرأتك على نقد الذات، فتشخيص الداء جزء هام من العلاج وانت تدركين جيدا ابعاد مشكلتك بدليل انك سردتها بتفاصيل اختصرنا منها كثيرا.. وهذا الادراك يتطلب بعض الارادة ومحاولة العمل على علاجها. انني لا اريد ان اتهمك ولا اريد ان اتحامل عليك وكفى احساسك بالذنب والسوء وتأنيب الضمير وعليك ان تبدلي من هذه اللحظة باحتضان اطفالك وممارسة امومتك. واذكرك بقول الحق (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله). ويمكنك بالحنان والمحبة والالفة تعويض اولادك بعض ماحرموا منه بابتعادك عنهم.. فأبدئي الآن بالاهتمام بهم ومراعاتهم واستبدلي امومة الخادمة بامومة الام الحقة. اننا لن نتهمك بالسوء ولا بعدم استحقاق نعمة الامومة ولكن ما نطلبه بدلا من العذاب والتأنيب ان تغيري نظام حياتك ولو تدريجيا وان تمنحي اولادك ما يستحقونه من امومة ومن عطف ومن حنان ولاتقلدي زوجك بانشغاله طوال الوقت عنك وعنهم. واسألك هنا ماذا تشعرين عندما تعود او يعود طفلك او طفلتك من المدرسة ويلقى بنفسه بين احضان الخادمة؟ او عندما يكبر ويتجاهلك كأم.. او ينحرف وينخرط في دائرة اصدقاء السوء.؟ اختى اذكرك بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام (كلكم راع...) وتدركين مسؤولية كل راع عن رعيته. فالأولاد امانة في عنقك ناهيك عن مشاعر الامومة وواجباتها. اعتقد ان هناك فرصة فلتبدئي.. والا. @@ ناصح