حين تتحرك مواكب المتقاعدين والمتميزين في التربية والتعليم يحق لنا ان نفخر بهم ونعتز بهم ونعتز بجهودهم الخيرة التي بذلت وبعطائهم المثمر الذي كان ولا يزال كالوابل الطيب اينما حل نفع وحلت بركته بالخير والنماء والبهجة والسرور. ان هذه الاحتفالية الجميلة بهذه الكوكبة الكريمة لهي لفتة معنوية خلاقة لهؤلاء الذين بذلوا ويبذلون في خدمة دينهم ووطنهم واعطوا وما بخلوا واخلصوا وما قصروا فهنيئا لهم ولنا نحن جميع منسوبي التربية والتعليم في هذا اليوم المبارك الذي تتلألأ فيه نجوم العطاء وتفوح في جنباته نسائم الورود وتتناثر في ارجائه الزهور ويفرح فيه الجميع. هؤلاء المتقاعدون والمتميزون هم منارات هدى للطامحين وهم مشاريع تفوق للناجحين وهم نماذج تميز لاصحاب الهمم العالية وهم اصحاب رسالة لمن اراد ان يعمل بجد واجتهاد وباخلاص وتفان لتحقيق الاهداف التربوية والتعليمية المنشودة. وان من اسباب الانطلاقة الحقيقية في مواجهة عصر الانفجار المعرفي والثورة المعلوماتية هي الاستفادة المزدوجة من خبرات هؤلاء المتقاعدين الذين كانوا كالشموع التي تحترق لتضيء للآخرين والاستفادة من هؤلاء المتميزين المخلصين المبدعين كي ينعكس ذلك على الجيل القادم فيكون في مقدمة مضمار سباق التنافس الحضاري. وضمن هذا الاطار يؤكد عبدالرحمن المشيقح في كتابه (التعليم في الوطن العربي - رؤية حول الواقع والمأمول) ان اهم الحلول التي يمكن طرحها للخروج من المأزق المحرج المكبل لطاقاتنا وقدراتنا وتجاوز الصدمة الحضارية التي بدت موجاتها تنداح ان لم تكن قد غشتنا يتمثل في صياغة تعليم مثمر واضح الاهداف من خلال تعديل النماذج القائمة وتحوير برامجها واهدافها بما يخدم حاجة الامة وتطلعاتها ورسالتها المنبثقة من دينها السماوي ذي الرسالة العالمية الذي يدعو الى تمجيد العلم النافع واهله, يقول الله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير). ولقد تذكرت في هذه المناسبة الكريمة اساتذتي الافاضل الذين درست على ايديهم ونهلت من علمهم وكريم خلقهم, لقد كان لهم بعد الله الفضل علي وعلى زملائي في المراحل الدراسية المختلفة. وبمناسبة يوم المعلم الذي صادف الاسبوع الماضي وردتني رسالة جوال عزيزة على نفسي من احد طلابي يقول فيها (معلمي يا شمعة اضاءت طريقي اهديتني العلم والادب واهديك التقدير والاحترام مني لك عهد وفاء ابدا) وبدوري اقدم هذه الرسالة الكريمة ممزوجة بتقدير لا ينضب ومعطرة بود لا ينتهي لجميع اساتذتي الكرام. @@ وليد سليم السليم