وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الخميس الى بكين في زيارة تستغرق يومين للصين وسط توقعات بتقارب اقتصادي كبيرة ينهي الخلاف النفطي بين البلدين . وقد التقى الرئيس الروسي بعد ظهر امس نظيره الصيني هو جينتاو في قصر الشعب قبيل التوقيع على بروتوكول حول منظمة التجارة العالمية وخطة عمل لتمديد معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة في 2001 بين البلدين. وتشهد التجارة بين البلدين تطورا سريعا اذ يتوقع ان تبلغ قيمة المبادلات بينهما عشرين مليار دولار خلال العام الجاري وهو ضعف رقم العام 2001. وهما يتوقعان ان يبلغ حجم هذه المبادلات ستين مليار دولار في 2010 .وقد وافقت الصين اخيرا على انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية. لكن رغم هذه النقاط الايجابية، يشعر الصينيون بالاستياء لان موسكو وعدتهم ببناء انبوب للنفط بسرعة ونقل شحنات من النفط الى هذا البلد لتغذية آلة اقتصاية تحتاج الى كميات هائلة من النفط. وتأمل بكين ان يتم اختيار مسار الانبوب من بحيرة بايكال باتجاه شمال شرق الصين لكن طوكيو عرضت مساعدة مالية مهمة لروسيا مقابل مسار منافس ينتهي في مرفأ ناخودكا على بحر اليابان. وتخشى موسكو ان تصبح في مواجهة زبون واحد ومتصلب في الشؤون التجارية مثل الصين ، وتتردد في اعتماد المسار الذي اقترحته بكين بسبب آثاره على البيئة في بحيرة بايكال. وتزيد من تعقيد الملف الصعوبات التي تواجهها مجموعة يوكوس الروسية النفطية التي اعلنت في ايلول/سبتمبر تعليق شحن مليون طن من النفط الى الشركة الوطنية الصينية للنفط كبرى الشركات النفطية الصينية حتى نهاية العام. من جهة اخرى، تشعر روسيا بالقلق من الحصة المتزايدة للمحروقات في مبيعاتها الى الصين وتريد ان تعيد التوازن الى هذه المبيعات باضافة منتجات قيمتها اكبر وخصوصا في الصناعة النووية. وقبل ان يتوجه الى بكين اكد بوتين ان روسيا تعتزم الدفاع عن مصالحها القومية الخاصة. وقال "نرحب بالاستثمارات الصينية في روسيا، معبرا عن امله في ان تكون هذه الاستثمارات متوازنة.واضاف ان هذه الاستثمارات يجب ان تركز على التكنولوجيا الرفيعة. وسيلتقي بوتين اليوم الجمعة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو ورئيس البرلمان وو بانغوو. ويزور بعد ذلك خيان (شمال غرب) قبل ان يغادر الصين غدا السبت.