ظهر المرشح الديموقراطي جون كيري فى المناظرة الأولى في صورة الرئيس وعبر عن نفسه بوضوح وإيجاز وأجبر الرئيس بوش على اللجوء إلى الدفاع عن الأزمة العراقية الشائكة. ان بوش مال إلى الإطناب عندما كرر العبارة الرئيسية في حملته الانتخابية وهي (أن العالم بات أكثر أمنا بدون صدام حسين) وأن الأمور تسير نحو الأفضل في العراق. و أن الثقة والعزم اللذين اعتاد الرئيس بوش أن يبرزهما قد رفعت من اسهمه في استطلاعات الرأي في الشهور الأخيرة وجعلت الناخب الأميركي يؤمن بأن بوش هو القائد الوحيد القادر على إخراج البلاد من المستنقع الذي تسبب هو في وجوده. ولكن في المناظرة الاولى بدا بوش أقل اقتناعا بالعبارات التي اعتاد تكرارها أمام الانتقاد القوي لمنافسه خاصة عندما ذكر كيري أن غزو العراق قد صرف الانتباه عن الحرب الحقيقية على الإرهاب في أفغانستان. الدليل أن كيري وجه أكثر نقاط الجدل تأثيرا عندما خاطب المستمعين بالقول إن العراق لم تكن قريبة مطلقا من مركز الحرب على الإرهاب ، وإن الرئيس قد دفع بتعجل فى اتجاه الحرب دون أن يكون لديه خطة لتحقيق السلام. وحتى عندما هاجم الرئيس منافسه بتذكيره بتقلب مواقفه تجاه الحرب، أجاب كيري بحنكة قائلا إنه قد ارتكب خطأ في التعبير عن موقفه من الحرب ولكن الرئيس قد ارتكب خطأ أفضح بغزو العراق. والخلاصة أن كلا الرجلين قد ارتكب أخطاء في الأداء والحوار تحت تأثير حساسية الموقف ولكن كيري قد تفوق على بوش عندما انزلق الأخير في سياق تبريره للحرب في العراق بالقول "إن العدو قد هاجمنا" فباغته كيري معقبا بالقول إن الشخص الذي أرسل الطائرات لتدمير مركز التجارة العالمي والبنتاجون كان أسامة بن لادن من أفغانستان وليس صدام حسين.