لقد نسيت الصين منذ زمن طويل آلات موسيقية تشبه العود من عهد سلالة تانغ (618 907م) الا ان يوين يحيي الموسيقى القديمة بصنع نماذج من تلك الالات القديمة والعزف عليها.يوين الجالس في محترفه المليء بقطع مرصعة بدقة دوافعه اعمق من اي اهتمام حنيني في التاريخ الموسيقي للصين. يقول يوين (55 سنة) اريد ان اتعقب جذور وتطور هذه الآلات الموسيقية لأتمكن من تحسين النسخ العصرية التي نستعملها اليوم. ولم يكن الامر سهلا ويعترف يوين بان محاولاته لا تنجح دائما يقول: ان اعادة تصنيع هذه الالات مهمة شاقة للغاية, لدي شقة استعملها فقط لتخزين ما يزيد على 100 آلة محطمة من كافة تجاربي الفاشلة وقد اضطر ذات يوم الى حرقها كلها. يعمل يوين بدوام كامل كموسيقار رئيسي في الاوركسترا الصينية في هونغ كونغ المؤلفة من اربعة اقسام: الالات الوترية القوسية والالات الوترية النقرية والالات الهوائية (النفخ) والطبول وهي تضم ايضا بعض الالات الصينية العصرية والغربية. منذ ثلاثة عقود ينكب يوين على صنع نماذج جديدة للآلتين القديمتين رونسين وعدة انوع من آلة بيبا وهي كلها ادوات وترية نقرية تشبه العود كما انه قام بمحاولات لتحسين الادوات الفلكلورية العصرية. آلة رونسين (او رون) هي عود قصير العنق اوتاره من خيوط الحرير وهي تحمل اسم موسيقار صيني شهير كان يعزف عليها اما آلة (بيبا) فقد وردت الى الصين من بلاد فارس القديمة وهما تنتجان الحانا متماوجة لطيفة تشكل اليوم عصب الموسيقى الكلاسيكية الصينية. هناك حوالي عشر آلات في ورشة يوين تمثل نماذج بارزة لعمله الفني الصاعق وشديد التعقيد والعديد منها مرصعة بالماركية والاصداف وقشور القواقع والاسلاك الذهبية واحدى آلات البيبا تحمل على واجهتها نقوشا تمثل عازفا يركب جملا ووراءه نقوش تمثل زهورا. وقد اخذته تلك المحاولات الى اليابان حيث يوجد مخزن للكنوز الموسيقية القديمة في ال شوسدين في نادرا ويحتوي على آلتي الرون والبيبا الوحيدتين من مرحلة تانغ في العالم. وكان مسؤولون يابانيون قد اشتروا الآلتين في الصين قبل 1200 سنة لاهدائهما للامبراطور الياباني والآلتان محفوظتان في حالة جيدة ويخضعان للصيانة بين وقت وآخر الا انه لا يمكن العزف عليهما. وبعد تفحص الآلتين القديمتين طالع يوين كتبا صينية قديمة حول كيفية صنعهما فتعلم تركيبتهما ومختلف انواع الاخشاب والاوتار المستعملة في صنعهما. وقد اجرى اختبارات دامت اكثر من 10 سنوات فشل بعضها قبل ان يتمكن من احياء اول آلة رون من طراز تانغ. ويقول يوين: هذا عمل فردي جدا وهو مهم وذو معنى تاريخي وبما انني استطيع صنعهما اريد ان اعيدهما الى شعبي وبلدي. وقد انفق يوين اكثر من 130 الف دولار من ماله الخاص على ابحاثه الا ان جهوده كانت مجزية من نواح عديدة فقد حاز على جوائز من وزارة الثقافة الصينية وآلاته تستعمل في الاوركسترات الصينية في سنغافورة وتايوان وهونغ كونغ. ويعرب يوين عن الاسف لكون الموسيقى الغربية وموسيقى البوب المحلية تقضي على الاهتمام بالموسيقى الصينية التقليدية ويقول: لقد نشأ الجيل الجديد على التلفزيون والبيانو والغيتارات الكهربائية واغاني البوب التي لها اصوات مزيفة لقد فقد هذا الجيل مقدرته على تذوق الموسيقى الحقيقية.