احتفت المملكة قبل أيام بذكرى اليوم الوطني ذكرى تأسيس هذا الكيان العظيم الذي أرساه المؤسس والقائد جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فأقام بناء شامخاً ولم شتات هذه البلاد في وحدة تعد نموذجاً بين الأمم بنيت على أسس راسخة قوية من الإيمان بالله مستلهماً أنظمته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه بالنصر والتأييد ونشر العدل والخير والسلام . واليوم تحتفي المملكة بالذكرى الثالثة والعشرين لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله ملكاً وقائداً وزعيماً لهذه الأمة والبلاد الخيرة الطاهرة المقدسة وتحتفي بلادنا وأبناؤها بذكرى عزيزة تمثل نموذجاً للتنمية والبناء . وإذا كان اليوم الوطني يمثل ذكرى التأسيس والتوحيد فان ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين تمثل بناء الدولة العصرية الحديثة التي حمل خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (رعاه الله )الأمانة من بعد أخوانه البررة أصحاب الجلالة سعود وفيصل وخالد فبنى (أيده الله) دولة شامخة متطورة تحمل رسالة المجد والخير والسلام واستطاع (حفظه الله) وفي هذا الوقت القصير من بناء الدول تسخير كافة الامكانات لما يحقق الرفاهية للوطن والمواطن في عز وشموخ لينهض بأمته وبوطنه إلى مدارج الرقي والمتطور فحققت المملكة بفضل الله إنجازات يفاخر بها أبناؤها في كافة المجالات ، ورسخ خادم الحرمين الشريفين علاقات المملكة كنموذج يحتذى ونافح - رعاه الله - عن قضايا أمته العربية والإسلامية وسخر قدرات وإمكانيات المملكة للقضايا العربية والإسلامية نصر الله فنصره الله وأعزه . والحديث عن إنجازاته - رعاه الله - يضيق بها المجال وتسطر بأحرف من نور فلقد كانت ومازالت خدمة الإسلام والمسلمين همه الأول أنجز أعظم توسعة في التاريخ للحرمين الشريفين وزهد بالألقاب ليجعل من خدمة الحرمين الشريفين لقباً رسمياً له مما يدل على تواضع جم فكانت هذه التوسعة العظيمة للحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة أبرز إنجاز عرفه تاريخ الإسلام ليؤكد خادم الحرمين الشريفين أن تلك رسالة عظيمة له ولوطنه المقدس العظيم قبلة المسلمين فيما هو مصدر واعتزاز كل سعودي بل كل عربي ومسلم . كما أسس مطبعة كبرى لطباعة المصحف الشريف وصونه والمحافظة عليه جعل الله ذلك في ميزان حسناته . وما تحقق للمملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين خلال 23 عاماً يعد مفخرة حقيقية في بناء الدول فمن بناء التعليم الذي أرسى - حفظه الله - قواعده الأساسية منذ بداياته الأولى وحتى بناء الجامعات الحديثة التي عمت أرجاء المملكة والذي يعنى بناء الإنسان السعودي وتبوأه مكانته اللائقة به في البناء والتنمية إلى النهضة الحضارية الشاملة في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والتجارية والصناعية والرياضية والشبابية ، وإذا ما أخذنا قطاع الشباب والرياضة فإن الإنجازات الضخمة التي تحققت سواء بالبنية التحتية المتمثلة بالمنشآت العملاقة المنتشرة في كافة مناطق المملكة أو الإنجازات التي تسجل باسم المملكة في المحافل القارية والدولية فإنما جاء ذلك بتوفيق الله ثم بوقفة رجل الإنجازات ومهندسها خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - الذي يدين له المواطنون فيما تحقق لهم من عطاء وتطور وتقدم، إن بناء الدولة العصرية الحديثة مع المحافظة على مبادئها وقيمها المرتكزة على هدي الشريعة مسؤولية عظيمة تصدى لها خادم الحرمين الشريفين ورجاله المخلصون ببراعة القائد الملهم وحنكة السياسي البارع مستمداً العون من الله سبحانه وتعالى ، ثم أرسى قواعد الحكم بقراراته الشهيرة بتأسيس مجلس الشورى ومجالس المناطق مما أكد بعد نظره وحكمته فكانت لتلك القرارات التاريخية آثارها الكبيرة في بناء الدولة ومؤسساتها . لا أبالغ إذا قلت إن الملك فهد بن عبد العزيز (حفظه الله) من صناع التاريخ الحديث ليس لوطنه الغالي على قلبه المملكة العربية السعودية فحسب بل يشهد له التاريخ مواقفه العظيمة في قضايا أمته في العالمين العربي والإسلامي وهي مواقف ستظل شاهداً شامخاً على مر الأيام وستذكرها الأجيال بكل اعتزاز وفخر . حفظ الله خادم الحرمين الشريفين لمواصلة إنجازات الخير والعطاء والنماء والرخاء لهذا الوطن المعطاء وللمواطن العزيز الذي يبادل قائده العظيم حباً ووفاء ، وحفظ لبلادنا أمنها وعزها وزادها عزاً وفخراً وحفظ لها ولاة أمرها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والله ولي التوفيق . * الرئيس العام لرعاية الشباب