للبخور مكانة خاصة لدى الكثيرين منذ امد بعيد ولا تزال نسبة كبيرة من الاسر تحرص على استعمال البخور بوصفه موروثا من الاجداد، وقد يكتفي البعض بحرقه في المناسبات بينما يداوم البعض على استعماله بشكل يومي. (اليوم) استطلعت عددا من المتعاملين في تجارة البخور والمستهلكين فيقول على مسعود تاجر: ان للبخور انواعا عديدة منها ما يستعمل بحالته الطبيعية كنبات كما ان هناك انواعا خاصة للنساء واخرى للرجال وقد يختلف نوع البخور المستخدم باختلاف المناسبة، والبخور الرجالي في المملكة قد يقتصر على حرق العود وحده، وتستخدم له المباخر المصنوعة من الفخار وما زال هذا النوع من المباخر يستعمل حتى الآن في بعض المناسبات وكان شائعا استعمال المباخر المصنوعة من النحاس، ويضيف مسعود: ان العود عادة يستورد من الهند ويحرص الرجال على التطيب به في الاعياد وقبل الخروج للصلاة وعند الزيارة اما النساء فيستخدمن انواعا معينة من البخور. وتقول ام احمد: ان معظم النساء يتفنن في صناعة دخون العود ويعرفن جيدا مكوناتها ونسب كل منها ويصنع من عجينة مكونة من سجا العود والمسك والعنبر تخلطان معا ثم يتم العجن وتشكل على شكل اقراص مستديرة توضع في الخوص وتعلق عليها الثياب لتظل الرائحة عالقة بها دائما حتى بعد غسلها وهذا لا يمنع ان تحرص المرأة على حرق البخور في البيت كل مساء. ويرى ناصر عبدالله ان العود مثله مثل بقية المنتجات الاخرى دخله الغش التجاري فظهرت انواع من العود المغشوش الذي يتم طلاؤه بمادة مشابهة للون العود او يتم حقنه بالرصاص ليصبح وزنه ثقيلا كما العود الاصلي. واضاف ان المستهلك اصبح على دراية بالانواع المغشوشة التي اصبحت تملأ السوق السعودية التي تعتبر من اكبر الاسواق استهلاكا للعود. وتقول فاطمة: ع. ان اشهر استعمالات البخور تكون في حفلات العرس فلا تكاد تمضي ساعة حتى يطوف حملة المباخر بالمدعوين ينشرون بينهم الدخان العطر. وقالت: كان في السابق اذا ضاق صاحب البيت بزواره بعد ان طالت فترة زيارتهم او مل حديثهم فانه يهرع الى المبخرة ويشعل فيها المسك ويطوف عليهم متمتما: ختام مسك، فينهض الضيوف للانصراف فالقول الشائع بينهم هو: (ما بعد العود قعود). ويعتبر البخور والدخون من الاشياء الاساسية والضرورية في البيت العربي وهي انواع كثيرة منها الحست والعنبر والمسك والحبوب ودخون العود يصنع بطحن العود ثم اضافة المسك ودهن الورد اليه ثم يعجن مع مجموعة من العطور ويضاف اليها العنبر وتشكل على هيئة اقراص وتستخدم بعد ان تجف اما البخور فعادة ما يكون من العود ويوضع مع الفحم المشتعل لتحية الضيوف. وتعتبر جميع مناطق المملكة غنية بالعادات والمناسبات التي تستعمل فيها الخلطات العطرية الشعبية كمناسبات الزواج والاعياد والحفلات والعزائم وغيرها وتتشابه جميع المناطق فيما بينها بهذه العادات والتقاليد التي اثمرت انتاج خلطات عطرية رائعة منها عود وجاوني ومصطكي ومعسل وظفر ومعمول ولبان ذكر وسعد وبشع وند وصندل مع الكافور والمزاهر والمشاط والفروك والغتشة والمكاعس والمشالف والمدامة والرشوش والغمائم وغيرها.