لا يكتمل استعداد كثير من الأسر في السعودية لشهر رمضان المبارك إلا بجلب أنواع الطيب والروائح الزكية لتضفي على الأجواء الروحانية مزيداً من الحفاوة والتألق، فلم يكن استخراج إنسان هذه الأرض لعصارة أشجارها ونباتاتها ليكون أجدر بغير زمان الصوم وغير مكان الصلاة، فالزعفران والنرجس والمسك والكادي والعنبر والبخور بمختلف أنواعه تحتل مكانتها عند غالبية الأسر أيضاً للتعبير عن كرم الضيافة، كما تعد الوسيلة المثلى لترغيب المصلين في تأدية الصلوات بعد نشر كمية من أجودها في المساجد طوال الشهر. وقال أحد العطارين محمد بن ناجي: «يكثر الطلب في شهر رمضان على العود الذي يأتي من فيتنام والهند، والبخور الجاوي والمعمول المخلط من المسك والعنبر والمستكا، وغالبية النساء يحبّذن روائح النباتات العطرية الطبيعية، كالنرجس والفل والكادي وسواها»، مشيراً إلى أهمية اختيار نوعية جيدة من الفحم الطبيعي الذي يكون له دور نافع في إذابة البخور، والابتعاد عن الفحم المصنّع الذي يكون ضرره أكبر من نفعه. وعن كيفية التمييز بين الأنواع الجيدة والرديئة، قال: «يجب أن نعترف بأن كل بائع يحاول أن يحضر أنواعاً مختلفة من الأطياب، منها الجيد والوسط وخلافهما، وكل نوع له سعر مختلف والمشتري عليه أن يختار بحسب إمكاناته المادية»، لافتاً إلى أن بعض الباعة يحاول التدليس على الناس حتى يحصل على الربح الحلال، وأن على الزبون أن يكون متيقظاً، ويسأل في محال عدة حتى يسلم من الغش. وفي ما يخص المباخر المخصصة لحمل أنواع البخور وتضوعها، قال أحد باعتها ناصر محمود: «يحرص بعض الناس على شراء أجمل تلك الأنواع، والاحتفاظ بها كتحفة فنية تزين أثاث البيت، كما يعتبر المبخر جزءاً مكملاً للبخور نفسه، وأشكاله مختلفة، فهناك المصنوع من المعدن والخشب، وكذلك مقاساته وأسعاره بحسب الجودة والهيئة»، مشيراً إلى أن الطلب يكثر عليها خلال شهر رمضان، خصوصاً الأنواع الكبيرة منها التي يطلبها مسؤولو المساجد وحِلق الذِكر. ويذكر أحد الزبائن محمد المباركي أن الروائح العطرية ضرورية في إكمال مظاهر الشهر الكريم، وأن العود يأتي في المرتبة الأولى في منزله، ليصبح جزءاً من الذاكرة الرمضانية. من جانبها، ذكرت أم فيصل أن وجود الروائح الزكية ضروري حتى في غير شهر رمضان، لكن أكثر ما يميز هذا الشهر هو العود الذي يحرص زوجي وأبنائي على استخدامه قبل ذهابهم لأداء صلاتي العشاء والتراويح، وقالت: «ولكنني كامرأة أفضل عدداً آخر من الأطياب كالمسك والياسمين وغيرهما». تحرص العائلات السعودية على استخدام البخور والزعفران والمسك في رمضان.