تنظم اللجنة الوطنية السعودية للطفولة بوزارة التربية والتعليم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ندوة (الطفولة المبكرة.. خصائصها واحتياجاتها) بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض خلال الفترة من 26-28 من الشهر الجاري. أعلن ذلك أمين عام اللجنة الوطنية السعودية للطفولة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الشدي في مؤتمر صحفي عقد بمكتبه بوزارة التربية ،مشيرا إلى ان هذه الرعاية تأتي كتأكيد واضح على اهتمام الدولة بالأطفال بصفة عامة وبالمراحل الأولى للطفولة بصفة خاصة ، مفيدا ان رعاية سموه تأتي تأكيدا على اهتمامه بالتنمية البشرية وأهمية مراحل الطفولة الأولى في التنمية البشرية . وبين ان أهمية انعقاد هذه الندوة تأتى من منطلق ضعف الوعي بين أفراد المجتمع لمراحل الطفولة المبكرة (السنوات الست الأولى) حيث يتعرض كثير من أطفال المملكة لكثير من الإهمال وعدم العناية جهلا من قبل الآباء. وأشار إلى ان اللجنة عملت للترتيب لإقامة هذه الندوة منذ ثلاثة أعوام حيث شكلت لجان من علماء النفس والاجتماع والتربية ، وتم تحديد أهداف الندوة بتعزيز الوعي بخصائص واحتياجات مرحلة الطفولة المبكرة ، والتعرف على واقع الطفولة المبكرة في المملكة وما يقدم لها من اوجه الرعاية والتربية ، وتفعيل الأنظمة التي تتصل بحقوق الطفل ورعايته ، وإبراز دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة ، المجتمع ، رياض الأطفال ، المدرسة ، وسائل الإعلام) ، واستشراف رؤية مستقبلية لتعزيز وتطوير مجالات رعاية الطفولة. وافاد الشدي ان اللجان المشكلة حددت خمسة محاور رئيسية تتضمن عددا من المحاور الفرعية ، والمحاور الرئيسة وهي خصائص واحتياجات الطفولة المبكرة ، والسياسات والخطط في مجال الطفولة المبكرة ، والدراسات والبحوث في نفس المجال ، والبرامج والمشاريع لها ، ومؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأدوار والتحديات) . ونوه إلى انه تمت دعوة العديد من العلماء من داخل وخارج المملكة ممن لهم باع في دراسة واقع الطفولة داخل وخارج المملكة . مشيرا إلى ان اللجنة استقبلت مائة طلب من دراسات وبحوث قبل منها ستون ملخصا ، وتم اختيار (32) بحثا محكما منها سيتم تقديمها عبر ست جلسات خلال يومين ، وبين ان معظم البحوث تقدمت بها باحثات من داخل وخارج المملكة . وأشار إلى انه تم التخطيط لان يكون يوم افتتاح الندوة مهرجانا للطفولة ليعبر فيه الأطفال عن قدراتهم واحتياجاتهم أمام سمو ولي العهد والمسؤولين والمعلمين وكافة أولياء الأمور ، مبينا ان الافتتاح لن يكون تقليديا متضمنا الخطب والانشادات ، وسيتضمن أوبريتا للأطفال ، كما سيدير فعاليات الحفل الأطفال بأنفسهم ولن يكون للكبار دور فيه سوى الاشراف والتنسيق . كما أفاد أنه سيصاحب فعاليات الندوة معرض يتضمن رسوما وأفلاما توثيقية وأدوات للأطفال تكون موجهة للكبار حول الكيفية في التعامل مع الطفل ، إضافة إلى إصدار مجموعة من الكتيبات . كما ستتضمن فعاليات الندوة تسع ورش تدريبية موجهة للنساء تقام على يومين تقدمها متخصصات ومتخصصون . واوضح ان ما يقدم للأطفال على المستوى الحكومي كبير جدا إذا تمت مقارنته بما يقدم في كثير من الدول الأخرى أو على مستوى النمو الحكومي ، مؤكدا في ذلك على حصول كافة أطفال المملكة على أهم حقين للطفل وهما الحق الصحي الحق والتعليمي ، إضافة إلى وجود الترابط الأسرى في مجتمع المملكة والذي يفتقد في كثير من الدول الأخرى . وأشار إلى ما يحتاجه الطفل والذي يتوقع من الندوة إيصاله هو طريقة التعامل مع الأطفال من قبل المجتمع من خلال نقل الوعي لكل من له علاقة بالطفل لمعرفة التركيبات الخاصة بالطفل خلال السنوات الست الأولى. وذكر الشدي ان الإيذاء للطفل في المملكة يأتي في مراحل وصور مختلفة ، مشيرا إلى احدث دراسة في ذلك هي لمركز أبحاث الجريمة في وزارة الداخلية التي توصلت إلى ان 45% من الأطفال بالمملكة يتعرضون للإيذاء اليومي من قبل أسرهم بأشكال مختلفة من صور الإيذاء الجسدي والنفسي واللفظي ، يضاف إليها في مرحلة أخيرة ما بدأ يتمثل في مسألة الإيذاء الفكري التي تأتي في مسألة التعصب في إيصال أفكار منحرفة وفرضها على الطفل . وأمل الشدي ان يكون للمملكة السبق في إيجاد آلية على المستوى الوطني لحماية الأطفال من الإيذاء .