نحن العرب نتعامل مع كرة القدم كما نتعامل مع لغتنا العربية التي نتحدثها بإجادة وطلاقة كأننا "خبراء" فيها.. مع اننا نجهل بحورها ولا نعرف إلا "الطشاش" منها. اقول ذلك بعد أن لاحظت ان الذي يحدث في شارعنا الكروي هو نفسه الذي يحدث في بقية الدول العربية. ففي الإمارات حزنت جماهير العين على خروج فريقها من البطولة الآسيوية. وكان الحزن هو شعار الفرق الخاسرة والمتعادلة ونال المدربون القسط الأكبر من النقد وتلاهم الحكام. هذا ما لاحظته خلال تواجدي بدبي في زيارة قصيرة عدت بعدها لمصر لأجد نفس المعاناة فهذا رئيس نادٍ يشن حملة على مدرب فريقه وهذا مدرب يعلق هزيمته على شماعة التحكيم! ونفس السيناريو يتكرر بالدوري القطري.. الخ، ويا ليتنا نكف عن هذه الأخطاء ونترك العلم لأهله ولا نحاسب الأشخاص بالقطعة، لو فعلنا ذلك سنكون من الفائزين! ماذا يتبقى لمدرب شهير فضل الهروب بالمال على اسمه وتاريخه وانجازاته! لقد ذهب المدرب "خلسة" إلى المطار يريد العودة لبلاده بالشمال الافريقي وفي المطار فوجئ انه ممنوع من السفر وعندئذ عاد وهو متحسر! ان الفقر تاج على رؤوس أصحابه أحيانا! غبت عن زيارة نادي سموحة شهرا.. ووجدته اختلف دهرا.. ولم أصب بالعجب من قدرة المصريين على التحدي.. فالذي شاهدته بهذا النادي يفوق الكلام. لقد رأيت تحفة معمارية جديدة لا تقل ابهارا عن ملعب ويمبلدون الجميل أو رولان جاروس الشهير ولا املك هنا إلا ان ابعث بتحية تقدير إلى محمد فرج عامر رئيس النادي الذي ارتقى به إلى عنان السماء. لست مع المتشائمين الذين يقدرون البلاء قبل وقوعه، ولا مع عكسهم الذين يغرقون في الأحلام.. وأرى ان هزيمة أي ناد في الأسبوع الأول من الدوري واردة وتحدث لأكبر الفرق الرياضية، وبالتالي لا أوافق على اتخاذ القرارات العشوائية في تغيير الأجهزة الفنية. ارجو ان تصل رسالتي إلى اصحاب العقول الفتية! أنفقنا في مصر ما يزيد على ال 400 مليون جنيه على اللاعبين الجدد أو بالأحرى اللاعبين الذين اعتادوا التنقلات من ناد إلى آخر مع مطلع كل عام! وكنت أحسب ان هذا المبلغ مغالى فيه، لكن عندما أبلغني أحد المسئولين بنادٍ إماراتي كبير انه اتفق مع لاعب محترف بمبلغ 350 ألف دولار قلت لنفسي ليته ابني على الأقل أضمن له شقة هنية وسيارة أجنبية! *البيان الاماراتية