يحذر باحثون اجتماعيون من تنامي التأثيرات السلبية الناتجة عن ظاهرة الزواج المبكر في اليمن ويشير هؤلاء إلى تأثيرات تراكمية ومترابطة ،تطاول جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية للفتاة . وتنتشر ظاهرة الزواج المبكر في معظم مناطق اليمن وتحظى بتأييد اجتماعي كبير وتؤكد البيانات الرسمية أن متوسط العمر عند الزواج الأول للنساء في اليمن يبلغ 15.9 سنة وأن كثيرا من الفتيات يتزوجن في سن بين 10 14 سنة . تقول الدكتورة نجاة محمد خليل الأستاذ المساعد بكلية علم النفس بجامعة صنعاء , أن إحصائيات النوع الاجتماعي تبين أن نسبة المتزوجات في سن 1019 سنة تصل إلى 75 % من إجمالي النساء المتزوجات .. ونسبة النساء اللاتي تزوجن دون سن 15 سنة تصل إلى 48 % من إجمالي النساء في الفئة العمرية من 1519 سنة. تضيف: عندما نقول أقل من 15 عاماً .. فإننا نتوقع أن يبدأ الزواج من سن 1011عاماً .. وقد اثبت المسح القاعدي للصحة الإنجابية عام 2000 , أن 24 % من النساء تزوجن بين 1014 عاماً . وطبقا لنتائج المسح الديمغرافي لصحة الأم والطفل فقد وجد بين 4914 امرأة حوالي 3900 تزوجن دون سن الخامسة عشرة وحوالي 600 تزوجن أكثر من مرة وكانت النسبة متقاربة بين الريف والحضر . ينظر للزواج في اليمن كواجب ديني وإحصان للرجل والمرأة.. ويؤيد نظام العرف القبلي فكرة التزويج المبكر للفتيات لصيانتهن من الانحراف.. وغالبا ما تخطب الفتاة في الريف اليمني صغيرة وفق نظامين إما الذهاب مع الزوج والانتظار من 35 سنوات قبل ليلة الدخلة أو البقاء لدى أسرتها لحين بلوغها الرابعة عشرة كحد أقصى. ولا يبدو أن هذا التوجه ريفي وحسب إذ أن نسبة كبيرة من شباب الجامعات يؤيدون فكرة الزواج من فتاة صغيرة ويسود اعتقاد واسع أن المرأة إذا بلغت سن العشرين تعتبر عانساً ونادرا ما يقبل الشباب على الزواج بفتاة أكملت الدراسة الجامعية . وفي مسح ميداني حول مواقف واتجاهات الرجال من تنظيم الأسرة تبين أن 30 % من الرجال تزوجوا في سن يراوح بين 1519عاماً , و 39 % تزوجوا لأول مرة وأعمارهم بين 2024عاماً . وتقول الطالبة رويدا (رابعة آداب ): يجبر بعض الأهالي بناتهم على الزواج في سن صغيرة هربا من الأعراف التي تفرض على الفتاة قيودا كثيرة تجعل من بقائها عزباء بعد ال18 مسألة صعبة ..ومعظم الأسر تحبس الفتاة في المنزل من سن العاشرة وتتحول الفتاة إلى عبء ثقيل ..وتثار حولها الشكوك.. وفي الأسر الكبيرة يجد أولياء الأمور الزواج المتبادل (الشغار أو النسل )وسيلة جيدة للتخلص من العبء. وترى الدكتورة خليل أن الفقر يدفع ببعض الأسر إلى تزويج بناتها في سن مبكرة للتخفيف من المصاريف وتكاليف التعليم .. فيما يرى خالد نعمان (باحث)أن هناك أسبابا غير مرئية تقف وراء الظاهرة منها غياب التشريعات وتسيد العرف على منظومة العلاقات .