تنطلق يوم الأربعاء المقبل فعاليات المؤتمر الطبي السادس للأمراض الوراثية بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، والذي يناقش 11 ورقة علمية في أمراض الأطفال الوراثية والمستوطنة. من جانبه أوضح عميد كلية الطب الدكتور وليد البوعلي، أن إقامة المؤتمر تأتي تماشيًا مع رسالة كرسي الشيخ محمد بن عبدالرحمن العمران، لأمراض الدم الوراثية، ورسالة الكلية والجامعة في خدمة المجتمع وزيادة الوعي وتثقيف أطباء الأطفال في الأمراض الوراثية والمستوطنة في المنطقة الشرقية بوجه خاص وفي المملكة بشكل عام. لافتًا إلى أن المؤتمر برعاية مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي، وحضور علماء وأطباء وأكاديميين في التخصص من جامعات المملكة. وأكد عميد كلية الطب أن معرفة وتحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المستوطنة والخطيرة ستساهم في الحد من انتشار هذه الأمراض الوراثية، حيث إن للفحوص الوراثية ودلالاتها الأخرى جوانب أخلاقية عديدة، وهي من الموضوعات الحديثة التي لم يتطرق اليها الباحثون كثيرًا في الوطن العربي. وقال: انطلاقًا من حرص كلية الطب على مواكبة مستجدات العصر في التشخيص والمعالجة استقطبت نخبة من المهتمين بالقضايا الصحية في المملكة لتدارس الموضوعات العصرية العالمية، للخروج بموقف يناسب الوطن من واقع الوقاية والعلاج. مضيفًا: مع التقدم العلمي الهائل في جميع مجالات الحياة، أصبحت متابعة القضايا المستجدة في العالم من البديهيات المحتمة علينا، وأصبح لزامًا على عاتق الكلية متابعة هذه القضايا والتأثر بها، حيث تحتضن فعاليات المؤتمر السادس للأمراض الوراثية لتسليط الضوء على أحدث المستجدات والتطورات في علم الجينات، بالتزامن مع ما يدور في المراكز العلمية العالمية والساحة الدولية في التعريف بهذه الأمراض وتشخيصاتها وآليات معالجتها الحديثة وطرق الوقاية منها، في ظل إطار التقدم الطبي الهائل والتكنولوجيا الحديثة. حيث ستتم مناقشة الأمراض المستوطنة الوراثية الشائعة في محافظة الأحساء والمنطقة الشرقية والمملكة بشكل عام من خلال 11 ورقة علمية في أمراض الأطفال الوراثية، يناقشها مجموعة من العلماء في طب الأطفال من المحافظة وخارجها، آملين في المزيد من مثل هذه البحوث القيمة في المستقبل القريب في جامعة الملك فيصل لكشف المزيد من الأمراض الوراثية، على غرار البحوث المتعلقة بأمراض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا. فيما تقدّم الدكتور البوعلي بالشكر لمدير الجامعة على الدعم المادي والمعنوي للبحث العلمي والنشاط الأكاديمي، واحتضان المخيلات الخصبة وتنميتها وصولاً للتميز والتقدم، كما شكر الشيخ محمد العمران، على دعمه المتواصل للكرسي العلمي بكلية الطب. يذكر أن أمراض الدم الوراثية هي مجموعة من الأمراض التي تنتقل من الأبوين للأبناء، والتي يكون السبب في حدوثها وجود خلل في تركيب ومكونات كريات الدم الحمراء، فتنتج كريات دم حمراء غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية الثلاسيميا والأنيميا المنجلية (Sickle cell Anemia). حيث تنتقل هذه الأمراض من الآباء للأبناء عن طريق المورثات (الجينات) الموجودة على الكروموسومات، وفي حالة وجود اضطراب في جينات كل من الأم والأب، فإن هناك احتمالاً بنسبة 25% أن يولد الطفل مصابًا بالمرض، أما إذا كان أحد الأبوين سليمًا والآخر يحمل جينًا مختلاً، فمن الممكن أن ينتقل المرض إلى بعض الأبناء ويصبحوا حاملين للصفة المرضية. في حين يختلف انتشار أمراض الدم الوراثية (الأنيميا المنجلية والثلاسيميا) بين مناطق المملكة، حيث تسجل أعلى المعدلات في المنطقتين الشرقية والجنوبية، بينما تكون المعدلات منخفضة في المناطق الوسطى والشمالية للمملكة. الأنيميا المنجلية هي أحد أمراض الدم الوراثية التي يحدث فيها اضطراب في الجينات المسؤولة عن تكوين الهيموجلوبين، ويتسبب في التصاق هذه الكريات داخل الأوعية الدموية الدقيقة، وبالتالي يقل تدفق الدم والأكسجين للعضو، وينتج عن ذلك الأعراض المصاحبة للأزمات لدى المصابين بالأنيميا المنجلية ومنها ألم الشديد، ضيق في التنفس، وغيرها.