حذرنا الله في كتابه الكريم كما حذرتنا سنة نبينا العظيم من اتباع الشيطان او الخضوع لرغباته ووساوسه وجل القائل: (ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون). آية 168/169 البقرة وكتاب الله مليء بالآيات التي توصى الانسان بأن يأخذ حسابه منه ولا يتزلق في خطواته، حيث ان عصيان الشيطان والابتعاد عنه فيها مرضاة للرب، والشيطان حريص على ان يزين للانسان الاعمال السيئة ليوقعه في مهاوى الردى، ويسوقه الى الضلال وفعل سوء الخصال، ومن ثم يتفرج عليه حينما يوقعه في اي مشكلة او معضلة، وعلى الانسان ان ينتبه لنفسه ويعرف ان الله لعن الشيطان واللعنة هي الطرد والابعاد من رحمة الله جزاء عصيانه له وغوايته لبني الانسان، وهو يتعرض للانسان في مواقف كثيرة في صلاته ليوسوس له فيها، وفي صدقته ليمنعه من اخراجها، ولذا جاء في الحديث (عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : (أعوذ بالله منك) ثم قال: (العنك بلعنة الله) ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة، قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك؟ ورأيناك بسطت يدك، قال : (إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت: العنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر (ثلاث مرات) ثم اردت اخذه والله لولا دعوة اخينا سليمان لاصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة). ان ضحايا الشيطان كثيرة فهو يسعى بالمكر والخداع والضغينة بين الاسر، فيفرق بين الاب وابنه وبين الاخ واخيه وبين الزوجة وزوجها، وينقلهم بشفافية واضحة الى عالم الكراهية والى كل الاعمال التي لا تحمد عقباها. وهو مستمر في التحريش بين العباد. جاء في السنة (عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم) وعليه فإن الغضب يذوب بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فيعود الانسان الى رشده وصوابه وتنحسر عنه سورة الغضب، ومصداق ذلك ما جاء (عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل احدهما يغضب ويحمر وجهه فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (إني لاعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). وإن الغضب أمره عجيب وأفعاله سيئة ونتائجه محبطه وآثاره بعيدة، ولذا فإن بعض الناس يوصلهم الغضب الى غياهب السجون والتدابر والتقاطع فكم من الضحايا للغضب من الرجال والنساء ممن أخذهم الندم على اللحظة التي تجاوز فيها غضبهم حدوده فحدث ما حدث من الخلافات الزوجية والطلاق والقتل، لأن الشيطان يصب البنزين على النار لتكبر المشكلة ويكثر الخصوم وتتشعب الدعاوى فيطول أمدها ويصعب حلها ولهذا اكد الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء في السنة (عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: (لاتغضب) فردد مرارا، قال (لاتغضب) رواه البخاري. المراجع ص 87 - 88 من مختصر صحيح مسلم تحقيق محمد ناصر الدين الالباني ط 5/1405 ص 478 نفس المرجع السابق ص 475 نفس المرجع السابق ص 334 رياض الصالحين لمحي الدين ابي زكريا النووي @@ عبداللطيف بن سعد العقيل
