ان كلمة لقاء وتلاقي تحدث في نفسية الكاتب عرسا تزينه الأماني والأحلام ربما لان الكاتب والمثقف يعيش غريبا في مجتمعه أقول ربما مستندا الى نظرة من حوله بأنه منطو او غريب الأطوار وكذلك نظرة المسئولين إليه بأنه صاحب فكر ومبادئ غريبة او شاذة عن المعهود وفي كلا الحالتين ينظر له بريبة وتوجس وأتساءل هنا لعل المشاركين يجيبوني عليه ما الشيء المخيف لدى المثقف والأديب ؟ لا شك ان هناك فكرا ضالا او متطرفا عند بعض الأدباء ولكنهم لا يمثلون الغالبية وان ننظر إليهم بشيء من الإكبار عند الناس بأنهم متحررون او صداميون مما يزيد في القطيعة بينهم وبين مؤسسات الدولة والمجتمع وهذا في نظري ليس من الإبداع في شيء ويكفيني نجيب محفوظ مثلا نجما بارزا في سماوات الإبداع وقد حقق ما لم يسبقه احد من الأدباء العرب دون ان يكون طرفا او خصما للسلطة بل بإبداعه ودأبه وتواضعه الجم وحدثت على مر الأزمنة عدة محاولات لتقريب واحتواء الأدباء لكنها وللأسف كانت لأهداف أخرى لا تخدم الثقافة ولا الأدب وتأتي تجربتنا البكر هذه وسط تغيرات وأحداث تدعو الى اللحمة والتالف البناء فيما بين الأدباء والمثقفين وسائر أطياف المجتمع أتمنى ان تستفيد من التجارب السابقة ليكتب لها النجاح والبقاء لان الظروف مواتية ولان الزيف انكشف ولم تبق إلا الكلمة الحرة البناءة وليس لدي شك في أدبائنا الأفاضل الذين أعطوا ويعطون بصمت دون لجاجة بصبر وأمل جعل بعض أمانيهم تتحقق بإيجاد جهة معنية ترعاهم هي وزارة الثقافة والإعلام ،فالثقافة تعني الوعي والوعي يؤول الى تحمل المسئولية ونكران الذات. ومن جهة أخرى ليس لدي شك في المسئولين وحبهم للرقي بالمجتمع الى مصاف الدول المتحضرة وخير دليل عندي أنهم وبفضل الله تعالى السبب القوي في استقرار بلد الحرية لبنان بجهود رجال وساسة أعادوا الى لبنان وجهه المشرق في مؤتمر الطائف وأصبح الكاتب منا يسعى للطباعة هناك حتى يحفظ مؤلفه من سلطة الرقيب لهذا أنا وغيري من الكتاب متفائلون جدا بهذا الملتقى ونتوقع خيرا كثيرا فيه رغم ما يحوطه من هنات تتمثل في المشاركة او الدعوة إليه ولا شك انه يصعب دعوة كل الكتاب والمثقفين في مكان واحد وفي وقت بدء العام الدراسي أي ان هناك أمورا تحول دون مشاركة وحضور البعض فكيف المخرج ؟ وأجد ان نقل فعاليات الملتقى في التلفزيون يحقق الفائدة ولا ننسى ان القائمين عليه هم رجال الإعلام والثقافة أي ان نقله وبثه في أجهزت الإعلام أمر ميسور ولقد شاع في أوساط الأدباء والمثقفين هم الدعوة الى الملتقى وأصبح هو شغلهم الشاغل وكأن الأمر فيه شيء او قصور من لجنة الترشيح والاستضافة لا أريد ان نستبق الأحداث وعلينا ان نحسن الظن في القائمين على الاستضافة ونأمل ان يكلل الملتقى بالنجاح والفاعلية غير أني أجدها فرصة للقول بان الدعوة ينبغي ان تكون عامة ومن يحضر يعامل كضيف له كل المميزات دون ان يكون هناك تمييز لأحد على آخر بحكم العلاقة او الشللية او غيره من الأمراض التي ابتلينا بها في مؤسساتنا الأدبية ونأمل ان تزول في هذا الملتقى الوليد ولا أنكر أنني تمنيت ان أكون ضمن المدعوين لا ادري لماذا ؟ سموها ما شئتم غيرة أنانية استجداء كرامة غير أني أسال نفسي سؤالا صادقا أنني اهرب من الإجابة عليه لو كنت مدعوا هل سأكتب ما كتبته ؟ أتمنى من الحي القيوم للجميع التوفيق والنجاح فنجاحهم نجاح لنا وان يجنبنا الزيغ والغرور والتطرف والشكر للقائمين على الملتقى ودمتم بخير