دعا مؤتمر عالمي إلى مواجهة معاناة ثلاثة ملايين سعودي يعانون السمنة والبدانة معرضين لخطر الإصابة بأكثر من 47 مرضا مسجلا على حساب مرض السمنة من أبرزها انسداد الشرايين وجلطات الشرايين التاجية وإرهاق عضلات القلب وتضخمها نتيجة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم والسكر غير المستجيب للأنسولين وآلام أسفل الظهر وتآكل الغضاريف، إلى جانب مواجهة ما نسبته 29 في المئة من الأطفال السعوديين المصابين بنفس المرض. وشدد المؤتمر الصحي العالمي الذي نظمه المركز الطبي الدولي بمحافظة جدة تحت عنوان (منظور جديد للرعاية الصحية الأولية) بمشاركة أكثر من 500 طبيب وخبير ومختص في توصياته التي صدرت أمس الأول إلى مواجهة ارتفاع نسبة السمنة لدى السيدات السعوديات والتي تراوحت ما بين 55 و59 في المئة، وعند الرجال سجلت النسبة 40 في المئة. وقال الدكتور وليد لطفي بخاري رئيس مركز جراحة المناظير وجراحات السمنة في المركز الطبي الدولي إن التوصيات أشارت إلى أن من أهم طرق التحكم بالسمنة هي تقليل الاستفادة من الغذاء الداخل للجسم وذلك من خلال استخدام العلاجات الآمنة “الزينيكال” حيث يعمل في الجهاز الهضمي ويمنع من امتصاص ما يعادل ثلث كمية الدهون التي نتناولها وباتباع برنامج منظم للنشاط والتمارين الرياضية وممارستها بشكل مستمر على الأقل ثلاث مرات أسبوعيا. وأضاف أن تلك الوسائل تعتبر من أنجح الوسائل للتخلص من الوزن الزائد، وحذر من خطورة الحميات الغذائية الشديدة على البدين كونه لا يستطيع عادة الاستمرار فيها ما يضطره إلى التوقف ليعود وزنه للزيادة من جديد وتعويض ما فقده بصورة سريعة. وأكد الدكتور بخاري أن زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، ناتج من عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، وأن نسبة الزيادة التي تقدر بين 35 في المئة و40 في المئة من كتلة الجسم تؤدي للكثير من الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. وحول تقسيمات السمنة قال إن أنواع السمنة إضافة إلى الوزن الزائد عن الطبيعي هي الزيادة المرتفعة في الوزن والسمنة المتوسطة والسمنة المرتفعة، وأخيرا السمنة المرضية. مشيرا إلى أن السمنة المرضية تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي السمنة المرضية الابتدائية، والمرضية المتوسطة، والمرضية المرتفعة والعالية، وتعتبر زيادة الوزن عن المستوى الطبيعي ب50 في المئة من كتلة حجم الجسم مرضية مرتفعة جدا. وحول انتشار السمنة في المجتمع السعودي أوضح بخاري أن الدراسات العلمية أشارت إلى ارتفاع معدلات السمنة، وطبقا للدراسات التي أجراها الاختصاصيون في هذا المجال فقد تراوحت نسبة السمنة للسيدات بين ال55 في المئة و59 في المئة، وفي الرجال سجلت النسبة 40 في المئة للذين تم إجراء جراحات علاج السمنة لهم بالمنظار على مدار عامين في المركز الطبي الدولي، وتوقع بخاري أن هذه النسب قابلة للانخفاض لدى شريحة النساء مع مرور الوقت لتصل إلى 50 في المئة نظرا إلى انتشار النوادي الصحية المتخصصة وزيادة الوعي الاجتماعي بمخاطر السمنة.