خلال شهادة «جانيت ييلين» الطويلة أمام الكونجرس، أوضحت الرئيسة الجديدة لمجلس الاحتياطي الفدرالي أن الجيَشان في أجزاء معينة من الأسواق الناشئة لن يؤثر على قرارات السياسة النقدية التي يتخذها البنك المركزي الأمريكي، وهي على حق في ذلك، فالسياسة النقدية صعبة أصلاً دون الاضطرار إلى القلق حول الآثار المترتبة عليها بالنسبة لبلدان يجدر بها أن تعتني بأنفسها. جاء في التقرير الرسمي للسياسة النقدية الذي نشر يوم أمس أنه «يبدو أن المستثمرين يقومون بعملية تمييز بين الأسواق الناشئة استناداً إلى مَواطن ضعفها الاقتصادية» بعبارة أخرى، إذا كنتَ مسؤولاً في بلد يشهد تراجعاً في سعر عملته، وارتفاعاً في أسعار الفائدة، يجدر بك أن تتوقف عن الشكوى، وأن تفكر فيما فعلت لكي تجلب هذه الأمور على نفسك. وفيما يلي الفقرة المهمة في التقرير بهذا الخصوص: «هذه البلدان التي تبدو أنها معرضة نسبياً أكثر من غيرها للمؤشر شهدت أيضاً حالات كبيرة من انخفاض أسعار عملاتها، فضلاً عن ذلك، الأسواق الناشئة الأضعف عانت كذلك من زيادات كبيرة في العوائد على السندات الحكومية منذ أواخر أبريل، هذا الدليل ينسجم مع وجهة النظر القائلة: إن تقليص نطاق جوانب الضعف الاقتصادي مهم إذا أرادت الأسواق الناشئة أن تتمتع بالمتانة في وجه الصدمات الخارجية، بما في ذلك الصدمات التي يكون مصدرها التطورات المالية في البلدان المتقدمة». وضع الاحتياطي الفدرالي مؤشره لعوامل الضعف بأن جَمَع المؤشرات مثل رصيد الحساب الجاري، والنمو في قروض البنوك، ونسبة إجمالي الدين الخارجي إلى الصادرات بالمعدل السنوي، ونسبة احتياطيات العملات الأجنبية إلى الناتج المحلي الإجمالي. بلدان الأسواق الناشئة التي استطاعت وقاية نفسها من النزوات التي تتسم بها حركات رأس المال العالمي –مثل كوريا وهنغاريا وتايوان– كان أداؤها أفضل بكثير من البلدان التي لم تفعل، مثل تركيا والبرازيل. لن يجعلك هذا تشعر بالارتياح إذا كنتَ تعيش في بلد تخلى عنه المستثمرون الأمريكيون والأوروبيون واليابانيون، لكنه درس يجدر بك أن تتذكره في المرة المقبلة.