ان الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هي ذكرى عزيزة على نفس كل سعودي يتفيأ ظلال الامن والامان والخيرات التي تنعم بها بلادنا. وعندما تمر بنا مثل هذه الذكرى الغالية فاننا نقف احتراما واجلالا للمؤسس الباني الملك عبدالعزيز الذي سعى بكل جد واخلاص يدفعه ايمانه الصادق الى توحيد الشمل ولم الشتات لاصقاع متباعدة وقبائل متناحرة تنخر فيها الامراض والجهل والفقر لتصبح بفضل الله امة واحدة يسودها الامن والعلم والاخاء ولم يستطع العالم باسره ان يخفي اعجابه بدولة فتية توحدت اطرافها ومجتمعاتها كأول مشروع وحدة عربية في تاريخنا الحديث. ولاشك ان المؤسس الموحد المعلم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - قد وضع النواة في المحضن الخصيب ثم تعهدها ابناؤه الاخيار من بعده حتى اذا اراد الله وقد بدا طلعها يلوح باخضراره كان الملك فهد راعيها فتعهدها وسقاها واستنبت منها فتباركت وتكاثرت واثمرت واينعت. ان جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هو واحد من اولئك العظماء في التاريخ الذين صنعوا مجد امتهم وعاشوا خيرا لوطنهم وللانسانية عامة. وفي هذه المناسبة لابد من التأكيد على ان الاحداث الارهابية التي تعرضت لها بلادنا وما نتج عنها من قتل للانفس البريئة والمعصومة وتدمير الممتلكات ومكتسباتنا الحضارية وترويع للآمنين اساءت الى الاسلام والمسلمين وجعلتنا سخرية في عيون الآخرين. واننا نسأل دائما هل ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من الفئة الضالة يعتبر مكافأة لها نظير ما قامت ومازالت تقوم به من دور كبير وبارز لخدمة الاسلام والمسلمين في شتى اصقاع العالم وتنشر الدعوة الاسلامية دون اذى مبتغية في ذلك وجه الله. وهل جاء الوقت الذي يجب على الجميع المشاركة في اعادة تصحيح صورة المواطن السعودي من خلال العمل الجاد والتمسك بلغة العلم والمعرفة والتحلي بالاخلاق الاسلامية الصحيحة. والاسئلة الاهم التي يجب على كل مواطن غيور ان يسأل نفسه ما الذي حدث في بلادنا وكيف حدث ولماذا؟ وجدير في هذه المناسبة ان نفتخر بهذا الوطن المملكة العربية السعودية وللاسف فان هناك من يسعى الى محاولة طمس الهوية الوطنية والغاء الهوية وهي دعوة مفضوحة ومرفوضة ولا خير فينا ان تنكرنا لهويتنا واهلنا واذا لم يعتز الانسان بوطنه بعدالله وبقيادته المخلصة الوفية وقبل ذلك نعمة الامن والامان والخير.. فما الذي يريدونه عندما اخذوا شبابنا شجرا اخضر وجففوهم ردحا من الزمن بافكارهم الهدامة وشرائطهم المسمومة ثم رموهم في بيوتنا وشوارعنا حطبا يابسا يتلظى نارا وتدميرا. ولهذا فلابد ان نحارب كل فكر ضال خفي تسرب في وقت مضى الى مدارسنا وكلياتنا ومنازلنا ومجتمعاتنا ويجب محاربة التطرف والغلو بجميع اشكاله والتأكيد على وحدتنا الوطنية وترسيخ مفاهيمها واذكاء روح الوسطية. ان زمنا بالامس ولى الى غير رجعة عندما كان التكفير والتفسيق والتطاول على رموزنا الوطنية والثقافية والعلمية والناعقون من هنا وهناك يستغلون رحابة صدر هذا الوطن وقيادته المخلصة التي غمرت ومازالت تغمر ابناءها بالحب والحنان ولهذا لم يعد للناعقين اليوم مكان بيننا ولن يقبل كل مواطن فتاوى الحقد والضلال والكراهية. وفي هذا السياق فان مسؤولية المواطن في أي موقع يعمل فيه اليوم كبيرة جدا وخاصة المعلم وهي امانة يجب ان يؤديها بكل اخلاص وفي مقدمتها تقوى الله والشعور بالمسؤولية الكاملة لتبيان سماحة الاسلام وتنمية الحس الوطني لدى الطلاب والتحذير من الافكار المتطرفة والدعوات المغرضة. ان بلادنا وهي تحتفل بمناسبة اليوم الوطني في الوقت الذي يعيش العالم اليوم اضطرابا فكريا وذهنيا واجتماعيا وسياسيا وتتجاذبه تيارات اليمين واليسار لابد ان تراعي مدى التأثير الذي يحدث لنا نتيجة لتلك الاعاصير ولابد ان نكون مدركين لكل ما يدور حول هذا الوطن الكبير وطن الحب والخير والسلام والحضارة المملكة العربية السعودية. * امير منطقة عسير