أكدت الخطط التنموية المتلاحقة للمملكة ضرورة تطوير الموارد البشرية من منطلق أن الثروة الحقيقية للوطن هي أبناؤه وأن تنمية الإنسان السعودي هى غاية التنمية وهدفها. وقد أسس رائد التعليم الاول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله مراحل التطور الهائل في قطاع التعليم ومازال يولى هذا القطاع المهم جل اهتماماته ويعمل على تطوير واتساع مجالات التعليم بصفة عامة والتعليم العالى بصفة خاصة مما أصبح له الاثر الكبير في نقل التعليم من الاساليب البدائية المحدودة الى تطبيق الاساليب والنظريات العلمية الحديثة. وتعيش المملكة حاليا نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجت باحدى عشرة جامعة موزعة جغرافيا لتغطي احتياجات المملكة و تتمتع كل جامعة بقدر من الاستقلالية في المجالين الاكاديمى والادارى وتؤدى رسالتها العلمية المتميزة في مدن جامعية صممت وفق أحدث الاساليب المعمارية الحديثة ووفرت لها حكومة خادم الحرمين الشريفين الاعتمادات المالية لتحقيق المناخ العلمى المريح للطلبة والباحثين. وبلغ العدد الكلى للكليات في مرحلة البكالوريوس وما دون البكالوريوس للعام الجامعى 1422 / 1423ه 317 كلية يدرس بها أكثر من 455 الف طالب وطالبة وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس بها نحو 23 الفا. أما عدد كليات الجامعات فبلغ 120 كلية يدرس بها اكثر من 400 تخصص وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس فيها نحو 11 الف عضو فيما يبلغ عدد طلاب الجامعات اكثر من 191 الف طالب وطالبة. كما بلغ عدد الكليات التابعة لوكالة وزارة التربية والتعليم لتعليم البنات قبل ضمها لوزارة التعليم العالي 102 كلية يدرس بها نحو 182 الف طالبة. وبلغ عدد كليات المعلمين التابعة لوزارة التربية والتعليم قبل ضمها لوزارة التعليم العالى 18 كلية يدرس بها أكثر من 26 الف طالب فيما يبلغ عدد الدارسين في كليات التعليم الفنى والتدريب المهنى نحو 30 الف طالب من خلال 24 كلية تقنية. أما عدد طلاب الكليات والمعاهد الصحية فيبلغ اكثر من 7000 طالب وطالبة يدرسون في 39 معهدا صحيا. كما أن هناك مجموعة أخرى من الكليات تابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع ومعهد الادارة والقطاع الاهلى وبعض القطاعات الحكومية الاخرى. وفي استعراض للمراحل التاريخية لانشاء الصروح الجامعية بالمملكة تأتى جامعة أم القرى بوصفها أولى الجامعات في المملكة وأنشئت عام 1369ه كلية الشريعة بمكة المكرمة كأول صرح من صروح التعليم العالى بمفهومه الحديث. وتضم الجامعة اثنتى عشرة كلية تقوم بتدريس أكثر من خمسين تخصصا في مختلف العلوم ويدرس بها اكثر من خمسة وعشرين الف طالب وطالبة في مجالات الشريعة والهندسة والعلوم والتربية والطب. كما أنشئت الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة عام 1381ه امتدادا للدور الرائد الذى تضطلع به المملكة العربية السعودية في خدمة الاسلام والمسلمين وخصصت الجامعة ما نسبته 85 في المائة من مقاعدها للطلبة غير السعوديين الذين ينتمون الى أكثر من 1.5 جنسية من الاقطار الاسلامية ومن الاقليات الاسلامية في دول العالم. وتضم الجامعة الاسلامية خمس كليات يتوافر بها ستة عشر تخصصا في مجال الدعوة والسيرة النبوية ويبلغ عدد طلبتها نحو خمسة آلاف طالب. وبدأت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية رسالتها بتأهيل المتخصصين في الشريعة واللغة العربية عندما افتتحت كلية الشريعة عام 1373ه وكلية اللغة العربية 1374ه و شكلت هاتان الكليتان انطلاقة الجامعة وبعد ذلك توالى افتتاح كليات الجامعة حتى أصبحت تضم حاليا ثلاث عشرة كلية يدرس بها أكثر من اثنين وثلاثين الف طالب وطالبة. من جانب آخر تقوم الجامعة بايفاد عدد من المتخصصين من أساتذتها السعوديين للتدريس في المعاهد التابعة لها في كل من الامارات العربية المتحدة وموريتانيا واندونيسيا واليابان وجيبوتى والولايات المتحدةالامريكية. وتصنف جامعة الملك سعود التى بدأت بكلية الآداب عام 1377 / 1378ه واحدة من أكبر الجامعات في العالم تنوعا في مجالاتها التخصصية وأعدادها الطلابية ولها الاثر الفاعل في تلبية احتياجات الوطن في مجالات الطب والصيدلة والهندسة والزراعة والتربية والعلوم الادارية والحاسب الآلى والآداب والعلوم الانسانية. ويبلغ عدد طلبة وطالبات الجامعة في جميع التخصصات أكثر من اثنين وخمسين الف طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في تسع عشرة كلية في مختلف التخصصات العلمية والنظرية الجامعية. ومن روافد التعليم العالى في المملكة جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وبدأت في عام 1384ه على هيئة جامعة أهلية نبعت من الحاجة الى مواجهة متطلبات التنمية في المملكة وفي عام 1391ه صدر قرار مجلس الوزراء بضم الجامعة الى الدولة وأصبحت الآن واحدة من أكبر جامعات المملكة يدرس بها ما يقارب خمسة وأربعين الف طالب وطالبة يتلقون دراساتهم العلمية في مختلف التخصصات من كلياتها السبع عشرة ويصل مجموع التخصصات بكليات الجامعة الى سبعة وثمانين تخصصا بالاضافة الى مستشفي جامعى حديث يؤدى خدماته الى المواطنين علاوة على أداء رسالته التعليمية لطلاب التخصصات الطبية في الجامعة. وبدأت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بكلية البترول والمعادن عام 1383ه ثم حولت الى جامعة في العام 1395ه وجاء انشاؤها بوصفها مرحلة متقدمة في مجال التعليم العالى وتلبية لاحتياجات النمو الذى حققته المملكة العربية السعودية من خلال تأهيل أبناء المملكة ليصبحوا قادرين ان شاء الله على تقديم الخدمات في مجال صناعة البترول والمعادن واجراء البحوث التطبيقية . وتضم الجامعة ثماني كليات علمية تقدم خمسة وعشرين تخصصا يدرس بها ثمانية الاف طالب في مختلف مستويات التعليم العالى. وتسعى جامعة الملك فيصل التى أنشئت في عام 1395ه لتحقيق أهدافها العلمية والثقافية في اطار التكامل مع مؤسسات التعليم العالى الاخرى ومن خلال كلياتها ومراكزها البحثية لتلبية احتياجات خطط التنمية في المملكة. وتضم الجامعة في كلياتها الثماني عددا من التخصصات في مجال الطب والزراعة والهندسة والتربية والادارة يدرس بها أكثر من ثلاثة عشر الف طالب وطالبة. وفي ظل الدعم غير المحدود لمؤسسات التعليم العالى جاء صدور الامر السامى الكريم رقم 78 / م وتاريخ 11 / 3 / 1419ه بانشاء جامعة الملك خالد في مدينة أبها بمنطقة عسير لتؤدى رسالتها العلمية والثقافية ضمن منظومة مؤسسات التعليم العالى بالمملكة وتضم الجامعة حاليا عشر كليات يدرس بها أكثر من أحد عشر الف طالب وطالبة يتلقون دراساتهم العلمية في مجال الطب والتربية والعلوم. وتقوم الجامعة بأداء رسالتها العلمية والثقافية بافتتاح تخصصات علمية أخرى وفق خططها المستقبلية وبعد اكتمال بنيتها الاكاديمية بإذن الله. وقد تحقق ولله الحمد في جميع الجامعات السعودية برامج متميزة للدراسات العليا في كثير من التخصصات النظرية والعلمية تعطي فرصة مواصلة الطلاب والطالبات لدراستهم العليا لنيل درجتى الماجستير والدكتوراة. وفي مجال البحث العلمى والمشاركات العلمية الخارجية شارك المئات من أساتذة الجامعات السعودية في عدد من المؤتمرات واللقاءات العلمية في عدد من المراكز الاكاديمية في العالم. اضافة الى صدور الموافقة السامية على نظام مجلس التعليم العالى والجامعات بتاريخ 4 / 6 / 1414ه برئاسة خادم الحرمين الشريفين الذى يعد مرحلة متقدمة في ايجاد آلية عمل مشتركة بين جامعات المملكة. كما صدرت اللائحة التنظيمية لانشاء كليات أهلية غير ربحية في عدد من مناطق المملكة تكون امتدادا لدور الجامعات في المملكة واستجابة لخطط التنمية بما يحقق التكامل بين مؤسسات التعليم العالى وقد روعي في هذه اللائحة جودة التعليم في هذه الكليات. ولمزيد من دعم مسيرة التعليم العالي فقد أيد مجلس الوزراء في جلسته يوم 9 جمادى الاولى 1422ه المنعقدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - من حيث المبدأ انشاء جامعتين بناء على ما رفعه وزير التعليم العالى بشأن تحويل كلية الامير سلطان الاهلية الى جامعة أهلية وكذلك ضم الكليات الاهلية التى ترعاها مؤسسة الملك فيصل الخيرية لتكون تحت مظلة جامعة أهلية غير ربحية . كما وافق مجلس الوزراء على تقديم قروض ميسرة تصل الى خمسين مليون ريال للانشاء وخمسة عشر مليون ريال للتجهيز والتأثيث لكل كلية بالاضافة الى تأجير الاراضى الحكومية بأسعار رمزية. وفي هذا الاطار قامت وزارة التعليم العالى بالترخيص لانشاء 56 جامعة وكلية أهلية غير ربحية في أنحاء مختلفة من المملكة وقد بدأت الدراسة الفعلية في تسع منها وهى كلية الامير سلطان الاهلية بالرياض في تخصصات علوم الحاسب ونظم المعلومات والادارة المالية والتسويق والمحاسبة وكلية عفت الاهلية للبنات التى تقدم تخصصات في علوم الحاسب ورياض الاطفال اضافة الى كلية دار الحكمة الاهلية بجدة التى تقدم تخصصات في نظم المعلومات الادارية والتعليم الخاص والتصميم الداخلى وكلية الامير سلطان لعلوم السياحة والادارة بأبها بالاضافة الى كلية ادارة الاعمال وكلية فقيه للتمريض والعلوم الطبية بجدة وكلية الباحة للعلوم وكلية طب الاسنان والصيدلة بالرياض. وفي الثانى عشر من شهر جمادى الاولى عام 1424ه صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على انشاء جامعات مستقلة في كل من منطقة القصيم والمدينة المنورة والطائف وبدأ نشاطها الدراسى في هذا العام 1425 / 1426ه .