الحمد لله الذي كرم الانسان وأنعم عليه بالإسلام، نعلم جميعا ان الانسان في المجتمع المسلم «ذكرا كان أم أنثى» هو اللبنة الأهم، لذلك جاء الإسلام بالتشريعات التي تحفظ عليه دينه وعقله وماله وصحته وأمنه وايمانه، ونحن في بلد الخير نجد الاهتمام بالأفراد قويا، لأن تأسيس الفرد تأسيس للمجتمع، لذلك أثره في صلاحه ونمائه وقوته وترابطه. لذا فمع ما تقوم به الدولة من جهود جبارة في تلك المجالات التي تلامس حاجة كل فرد، هناك ايضا جهود لأبناء هذا البلد في فعل الخير الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). لذلك نجد ان هذا الأمر وهذا الباعث جعل كثيرا من المسئولين والدعاة ورجال الأعمال وأهل الخير يتسارعون في فعل الخير في أوجه متعددة بالمجتمع دعويا ومجتمعيا وصحيا وتعليميا وغيره، رجاء موعود الله تعالى في الفلاح الذي رتبه على فعل الخير في الآية الكريمة. ولعل الأيتام في مجتمع الشرقية قد حظوا بذلك لأنهم أبناء الوطن والمجتمع وآباء اخواننا الذين نترقب منهم كل خير. وقد أسس مجموعة من أهل الخير في الشرقية الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية، لتشمل أهدافها كافة أيتام المنطقة الشرقية بكافة حاجاتهم واحتياجاتهم ذكورا كانوا أم إناثا. وقد بدأت مسيرتها قبل أربع سنوات وحققت هذه الجمعية -التي عرفت بجمعية بناء- نجاحات كثيرة وكبيرة من خلال رؤية ورسالة الجمعية وحرص مجلس ادارتها برئاسة الأمير تركي بن محمد بن فهد، حيث تم عقد عدة شركات مع جامعة الدمام، وجامعة الأمير محمد بن فهد، وادارة التربية والتعليم، ومعهد الادارة شركة أرامكو، وعدد من الجهات الخيرية والتعليمية والصحية وغيرها. كل ذلك لتقديم أفضل الخدمات للأيتام وأسرهم في جميع نواحي احتياجاتهم واهتماماتهم. ويقف وراء ذلك رجال خير وأعمال ورجال عاملون صادقون تكاتفت جهودهم للعمل لصالح الايتام رجاء تحقق موعود رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم في قوله: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، وقد سعت الجمعية لتأسيس مجلس وقفي، ليبقى العمل في كفالة الايتام من خلال الأوقاف صدقة جارية لكل من شارك في بنائها، واليوم جمعية بناء تحتفل بأبنائها الأيتام المتفوقين دراسيا وعلميا كنتاج لجهودها. ولا شك في ان ما تقوم به جمعية بناء وغيرها من الجمعيات الخيرية إنما هو من العمل الخيري الذي يغذي أواصر الترابط في المجتمع. وفق الله -تعالى- كل من كان له في كل خير شراكة ونصيب، وجزى الله -تعالى- جميع القائمين على الأعمال الخيرية والداعمين والعاملين فيها خير الجزاء، وجعل ذلك ثقلا في موازين الجميع، وسببا من أسباب فلاحهم، ووفق الله أيتامنا وأبناءنا، وجعلهم خير خلف لنا ولمجتمعنا، وحفظ الله أمننا وايماننا، وصلى الله على محمد.