الرجل والمرأة في لغة التضاد كلمتان متضادتان لا يوجد وجه شبه بينهما الا من الناحية الانسانية، اما من الناحية الجسمية الانفعالية والنفسية فهما مختلفان تمام الاختلاف وذلك الاختلاف رحمة من الله تعالى وتوزيع عادل بين الادوار المنوطة بهما داخل الاسرة، حيث يتم الائتلاف والترابط بينهما لخلق اسرة مفعمة بالحب والمودة. ولو كان العكس لحصل التنافر والابتعاد ولدب الاسرة جو مشحون بالمشاكل التي لا نهاية لها. فالانسان لا يعمد الى الزواج الا لانه يبحث في الطرف الآخر عن التكامل والاستقرار وعن العش الدافئ متوجا بتاج الحب والسكينة. ان الانسان يرى في الحب تلك الرؤية التي تجعل كل المظاهر الخارجية متحلية بالالوان الزاهية والجميلة التي تبعث في النفس الراحة والاستقرار العاطفي. فالحب عاطفة صادقة تتفجر منذ اليوم الاول للاقتران الا انها قد تتلاشى رويدا رويدا مع مرور الزمن نتيجة بعض المغالطات القائمة بين الزوجين. ان السعادة الزوجية ليس اساسها العطاء والتفاهم فقط او الاعتناء بالمظهر الخارجي من جمال الملبس وطيب الرائحة او الجمال النفسي والروحي فقط لا!، ان الذي يبحث عن الحب والاستقرار العاطفي عليه اولا ان يعي ذلك الاختلاف بينه وبين قرينه. فالرجل يعطي ما يحتاجه الرجل والمرأة تعطي ما تحتاجه المرأة ومهما بلغا الذروة في العطاء يشعر كل منهما بالاستياء وعدم الرضا. لانهما يفترضان خطأ ان لدى الآخر نفس الحاجات والرغبات. ان لدى كل من الرجال والنساء حاجات حب اولية كلها مهمة بقدر متساو، يحتاج الرجل في المقام الاول الى الثقة والتقبل والتقدير والاعجاب والاستحسان والتشجيع، وتحتاج النساء في المقام الاول الى الرعاية والفهم والاحترام والاخلاص والتصديق والتطمين. ان فهم اصناف الحب الاولية التي يحتاج اليها الشريك مدعاة الى الاستقرار والانسجام الفكري وكفيل بخلق الجو العائلي المفعم بالحميمية ، وذلك يعتبر سرا عظيما لتحسين العلاقات على وجه الارض. فالحياة تعتبر فنا من الفنون الجميلة تتطلب من الرجال والنساء دراسته والتفوق فيه فيكونا فنانين دقيقين ومحيطين بطبيعة الآخر يفهم حاجاته ورغباته حتى يعزفا ألحانهما على أوتار قيثارة الحب والحنان. @@ فاطمة العلي