رغم الهدنة الحالية بين اليورو والدولار حيث استقر سعر الصرف بينهما منذ عدة أسابيع مع تحركات طفيفة للغاية صعودا وهبوطا فإن المحللين يتوقعون عودة العملة الاوروبية إلى الصعود مرة أخرى خلال الشهور المقبلة في ظل اتجاه دول العالم إلى رفع أسعار الفائدة مما يزيد مشكلات العجز المالي المزدوج الذي تعاني منه الولاياتالمتحدة وهو الامر الذي ينعكس سلبا وبشكل مباشر على قيمة العملة الامريكية. ويرى هؤلاء المحللون أن العملة الاوروبية سوف تتجاوز 22ر1 دولار بحلول ديسمبر المقبل بنسبة كبيرة في ضوء المخاوف بشأن تراجع معدل نمو الاقتصاد الامريكي خلال الاشهر القليلة المقبلة وحالة الغموض والقلق الناجمة عن معركة الانتخابات الرئاسية الامريكية الدائرة حاليا التي ستنتهي في الثاني من نوفمبر المقبل. ليس هذا فحسب بل إن بعض المحللين يتوقعون اقتراب العملة الاوروبية الموحدة من مستوى 30ر1 دولار العام الجاري هو المستوى الذي اقتربت منه خلال الاشهر الاولى من هذا العام وأثارت قلقا أوروبيا بالغا بسبب التداعيات السلبية لارتفاع قيمة العملة الاوروبية على صادرات القارة. يقول راينر جونترمان خبير الاقتصاديات الاوروبية في مؤسسة درسدنر كلاينفو رت فاسيرشتاين بفرانكفورت: نحن في المعسكر المتفائل بالنسبة لليورو. ولكنه أضاف أن هناك عوامل ستؤثر في حر كة اليورو أمام الدولار الامر الذي يعني أن هذه الحركة قد تكون بطيئة. وفي الوقت نفسه فإن العملة الاوروبية قد تحصل على دعم إضافي كما حدث في مطلع العام الحالي عندما تتجه البنوك المركزية الاسيوية إلى زيادة احتياطياتها النقدية من اليورو على حساب الدولار. كما يتوقع الخبراء استمرار النمو الاقتصادي الذي حققته دول اليورو خلال الشهور الاولى من العام الحالي الامر الذي سيكون له انعكاسات إيجابية واضحة على اليورو. ورغم ذلك يقول كثير من المحللين إن أوضاع الاقتصاد العالمي وأسعار الفائدة ستكون العامل الحاسم في تحديد الاتجاه الذي ستمضي فيه أسواق الصرف خلال الشهور المقبلة. ومع تزايد احتمالات إقدام أمريكا على رفع سعر الفائدة لديها تثور المخاوف لدى المستثمرين والمحللين على السواء بشأن الطريقة التي ستتعامل بها واشنطن مع العجز المالي المزدوج لديها وهو عجز ميزان المدفوعات وعجز الميزانية. وفي مؤشر على اتجاه العالم نحو رفع أسعار الفائدة أعلن البنك المركزي السويسري يوم الخميس رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل الفائدة السويسرية إلى 75ر0 في المئة. ورغم كل شيء فإن هؤلاء الذين يتوقعون صعود العملة الاوروبية خلال الاشهر الاثني عشر المقبلة وصولا الى 30ر1 دولار يتساءلون عن قدرة اليورو على البقاء على القمة طويلا بدون أدلة واضحة على انتعاش اقتصاد منطقة اليورو.